الاثنين، 23 يناير 2017

شجرة المؤتمر الوطني

 11-12-2016
شجرة أسمها الدمس شجرة وافدة ليست من الأشجار التي يعرفها السودانيون، أشجار السافنا من طلح وهشاب ونيم وحنة وهلم جرا . عمر هذه الشجرة ليس ضارباً في القدم عمرها بالعشرات قد تكون عشرتين او ثلاث عشرات أو ما بينهما ولكنها للثلاثة أقرب.
شجرة الدمس جميلة المنظر سريعة النمو طويلة العمر لا تؤثر فيها كثيراً عوامل الطبيعة، تقاوم العطش مقاومة لافتة تستحق البحث. زارعي هذه الشجرة الذين يفرحون بها لجمالها وشدة خضرة أوراقها ولمعانها اكتشفوا أخيراً أن هذه الشجرة تفعل تحت الأرض الأفاعيل فهي تمد جذورها إلى أي مصدر ماء تجد له سبيلاً وكم من حي من الأحياء انقطع منه الماء دون سبب ظاهر لأيام وربما أسابيع وفي النهاية يجدون شجرة الدمس قد تسللت إلى الأنبوب الرئيس وعشعشت داخله وحجزت الماء عن الناس في خبث عجيب حيث كان يمكن لشجرة الدمس أن تكتفي بمشاركة الناس الماء وتكتفي ببعض جذورها داخل الأنابيب ولا تسد الأنبوب كلياً كما فعلت.
كل الأشجار المعروفة القديمة من شجر السنط والطلح مليئة بالشوك قليلة الفائدة (الله يستر ناس د.عبد الماجد صمغ ما يحتج) ولكنها لا تسد الأنابيب.
هذه الشجرة بهذه المواصفات أطلق عليها الناس شجرة المؤتمر الوطني قد يختلف الناس في هذا التشبيه ومنهم من يستنكره. ولكن بعد أخبار الصحف بالأمس أن البرلمان به أكثر من مائة أمي كلهم كان رمزهم في الانتخابات الأخيرة الشجرة ، حق للناس أن يسموا هذه الشجرة بشجرة المؤتمر الوطني لأن مظهرها جميل وضررها أكبر.
كيف سمح حزب أن يخالف قانون الانتخابات الذي ينص في واحدة من مواده أن يكون المترشح يقرأ ويكتب كحد أدنى لماذا لم تتحر لجان الانتخابات من مؤهلات هؤلاء المرشحين قبل أن تقبل تسجيلهم. هذا على جانب الإجراءات.
أما من الجانب الأخلاقي كيف قبل المؤتمر الوطني مخالفة القوانين ورضي بها سراً؟ أي عاقل ومفيد ويريد أن يستفيد يستعين بذوي المؤهلات العليا وذوي الخبرات ليحكم حكما راشداً . أما الذي يبحث عن أدنى السلم في التعليم فهذا خبيث النوايا ولا يريد إصلاحاً ويريد أن يشتري ذمم الآخرين ومواقفهم ليمرر أجندته وأسوأ الأجندة التي يريد هي إطالة بقائه على الكرسي رضي الناس بمخرجاته أم أبوا.
فضيحة النواب الأميين والتي حاول البعض أن يصفهم بالحكماء قد نختلف في حكمتهم أو نتفق ولكن الذي وضع القانون وضبط العضوية وشرط أن تكون متعلمة يعلم أنه قد يكون الأمي حكيماً ولكن ليس دائماً، وهذا استثناء نادر الحدوث لا تجعل منه قاعدة ولا مقياساً.
كان المجتمع عاقلاً ومدركاً لانتخابات المؤتمر الوطني ورمزها الشجرة عندما أطلق على شجرة الدمس اسم شجرة المؤتمر الوطني.
بغير سابق معرفة بالقوانين، عضوية هؤلاء النواب الأميين باطلة ومفوضية الانتخابات يجب أن تحاكم.
وعلى المؤتمر الوطني أن يبحث عن رمز انتخابي غير شجرة الدمس.

ليست هناك تعليقات: