الاثنين، 23 يناير 2017

المرور يتجه إلى المساجد

 25-12-2016
لا يخطر على بالك أنني أعني سيارات المرور أو دورياته التي تنظم المواقف أمام المساجد الكبيرة يوم الجمعة، الأمر أكبر من ذلك.
المجلس الأعلى للدعوة بالتعاون مع إدارة المرور عقدا ورشة بعنوان (دور الدعوة والدعاة في تحقيق السلامة المرورية)، وبما لي من علاقة طويلة (نصح وذم) مع المرور كنت من المدعوين لهذه الورشة.
صراحة على قمة إدارة المرور أو المدير العام للمرور هذه المرة مدير مختلف جداً وليس له مثيل إلا اللواء عابدين الطاهر من الذين تعاقبوا على هذه الإدارة، عرفت هذا الرجل اللواء خالد بن الوليد بالهاتف منذ عدة سنوات، ولم نلتق وجهاً لوجه إلا في هذه الورشة. وشهادة لله ما اتصلت معلقاً على شيء إلا أولاه عنايته.
أما سعادة العقيد احتفال حسن مدير دائرة الإعلام بالمرور فقد وصفوها في منصتهم وأنصفوها ولا نملك إلا أن نقول: تمام.
كانت هناك عدة جلسات ما يسمى بالجلسة الافتتاحية وهذه يحضرها عدد كبير جداً بل امتلأت القاعة ومن الناس من لم يجد مقعداً والجلسة الافتتاحية هي للكلمات وصراحة هذه المرة الأولى التي وجدت فيها لوزراء الدولة شغلانة وهي تمثيل وزاراتهم في مثل هذه المحافل ليقولوا كلاماً معلوماً لكل الجالسين طيب مضيعة الوقت لي شنو؟
يوم كنا صغاراً كنا نتبارى في أسماء وزراء حكومة عبود كان يسأل أحدنا: طلعت فريد وزير شنو؟ وتأتي الإجابة الاستعلامات والعمل، وذلك لأن عددهم قليل وثابت. اليوم الوزراء قرابة الثمانين من يحفظهم أو يعيرهم انتباهة وخصوصاً لو كان وزير دولة كترضية لا صنعة ولا عمل فقط ليعيش على حساب الخزينة العامة ويقول (نعم) لكل شيء.
إذا ما طلب مني منظمو ورشة لقلت لهم لا داعي للكلمات ولا الشخصيات التي تُحسب أنها كبيرة وخلفها حرس أدخلوا في الأوراق المفيدة ووفروا الزمن.
استرسلنا كثيراً معليش.
محور فكرة الورشة أن النفس البشرية غالية لقوله تعالى (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً). حضور كبير من الأئمة والدعاة وشركات التأمين والمطلوب توعية مرورية مباشرة أو غير مباشرة من على المنابر ومنبر الجمعة له قدسيته وما يقال فيه يجب أن يُسمع (إلا إذا كان تطبيلاً سياسياً مدفوع القيمة مقدماً).
تطرقت الأوراق لعدة قضايا وكان نقاش الورقة الأولى جميلاً وكثيفاً ومداخلة السائق أبو طويلة الذي عمل سائقاً أكثر من خمسين سنة ولم يعمل أي حادث مروري وعمره الآن – ما شاء الله – 95 سنة وكرمه الجمهور بصفقة والمدير العام وعده بحافز وشركة تأمين البركة.
دور شركات التأمين الآن متواضع جداً بل هي تكاد تشجع على الحوادث حسب ما قال المداخلون إذ يدفعون كل شيء عن السائق المخطئ.
ولكنني أرى أن تلزم شركات التأمين وبالقانون على بناء مستشفيات طوارئ وتشغيلها على كل الطرق السريعة.
طبعاً اليوم لا نحتاج لفقرة التوعية المرورية.

ليست هناك تعليقات: