الاثنين، 23 يناير 2017

الندوة العالمية للشباب الإسلامي

 12-12-2016
في قرية من قرى الجزيرة طلاب من ولاية بعيدة منتظمون في خلاوى لتعليم القرآن . سأل أحد المواطنين بعض هؤلاء الطلاب لماذا كل هذه المسافة ألا يوجد في ولايتكم معلمو قرآن؟ كان رد أحد التلاميذ : لا يتعلم من هو جالس مع أمه.
هنا تذكرت داخليات المدارس في زماننا ذاك. وكم كانت مفيدة في التربية والسلوك والتعلم والتعليم وكيف كانت تبني الشخصية عبر وسائل كثيرة منها مقدار المنافسة الكبير.
هذا في الهجرات القريبة، فما بالك إذا كانت الهجرة إلى الدراسة في بلد آخر؟ قضيت ليلتين في خرطوم جديد لم أكن أعرف عنه كثير شيء، كان ذلك برفقة أصحاب من الندوة العالمية للشباب الإسلامي والتي رئاستها في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وجل ميزانيتها من الإخوة الخيرين من السعوديين، وما أكثر خيِّري السعودية، وبدعم مقدّر من حكومة المملكة العربية السعودية، ولا أشك أبداً أن ولاة الأمر هناك لم يقفوا على مناشط هذه الندوة وتأثيراتها في الوطن الإسلامي عبر مكاتبها المنتشرة في العالم. ولو علموا لضاعفوا ميزانيتها أضعافاً مضاعفة.
هذه الندوة ترعى عدداً كبيراً من الطلاب في السكن خصوصاً والمنح التعليمية. حضرت محاضرة بعنوان التميّز قدمها الدكتور حمد العاصم في مسجد في العمارات شارع 27 بل في تحفة معمارية رائعة تابعة للمنتدى الإسلامي، المسجد وما فوقه من قاعات وما حوله من حدائق وترتيب فخيم يسر الناظرين والمصلين والمتدربين.
القاعة التي أقيمت فيها المحاضرة لا يلفتك جمالها وسعتها وترتيبها الهندسي الرائع فحسب، ولكن الحضور هو ما يدهشك طلاب وطالبات من جنسيات مختلفة لا يربطها إلا الإسلام. جاءوا من ليبيا ومن الصومال واليمن والصين ومصر ومن سوريا ومن جيبوتي وإرتيريا وأثيوبيا، وهكذا كل هؤلاء كانوا في قاعة في خرطومنا هذه التي لا نرى إلا وجهها الكالح نهاراً.
مكان آخر سكن لأخوة يمنيين على نفقة محسن يمني. ما يميز هذه السكنات الإدارات المشرفة عليها غاية الجدية ومعرفة الأهداف المطلوبة تربية هؤلاء الطلاب على كل حسن وقويم. وهم في عمر التربية الحقة. شعرت أنهم راضون عن بلادنا كل الرضا وعن جامعاتنا وأكاد أقول لا يشعرون بغربة وهذا مستحيل ولكن بعض الغربة أهون من بعض.
وفي كلا المحاضرتين خطر على بالي غياب الشباب السوداني عن هذا الخير أين شبابنا من هم في أعمار هؤلاء؟ في شارع النيل؟ يفحطون ويشربون (الشاي) أين أجسام رعاية الشباب الرسمية والمجتمعية؟
ألا يتربى الإنسان ويستفيد من وقته إلا في غربة؟ نسأل الله أن يتقبل من مشرفي الإسكانات التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي واليمنية جليل عملهم ويديم عليهم الصحة والعافية ليحققوا أهدافهم.

ليست هناك تعليقات: