الاثنين، 23 يناير 2017

أدركوا أرشيف "هنا أم درمان"

 28-12-2016
كتبت في منتصف نوفمبر الماضي مقالاً بعنوان " الإذاعة السودانية تحتضر" عرضنا واقع الإذاعة السودانية أم كل الإذاعات وحاضنة أرشيف غالٍ جداً عمره عمر الإذاعة والآن هو عرضة للضياع بأسباب تافهة لا أدري كيف تفقد أمة كل هذا التراث وهذا الأرشيف بسبب تعطل التكييف. يا سبحان الله.
من يقدر هذه الأمور؟ من يشعر بها كما أشعر بها غصة في حلقي. في الوقت الذي ترى فيه ميزانيات المهرجانات والاحتفالات لا تنقطع وهي كعزاء أنصار السنة ينتهي العزاء بنهاية مراسم الدفن أمّا هذه فينتهي بانتهاء الكتاحة والغبار وصوت المطرب الجهير.
يا سيادة وزير المالية من فضلك أدرك هذا التراث واحفظه لنا من الضياع ، وفي الخاطر أشرطة التلفزيون التي مسحت ليسجل عليها برنامج المكاشفة الشهرية للرئيس القائد جعفر محمد نميري. أتمنى أن لا تتكرر المأساة.
سنمهل أجهزة الدولة أسبوعاً إن هي قامت بما يجب نقول لها شكراً وإلا سنستنهض الشعب تحت شعار " أدركوا أم الإذاعات"
أذكركم ببعض ما كان في المقال السابق من واقع الإذاعة.
واقع الإذاعة الآن ( أولاً بالإذاعة ١٣ استديو للبث والتسجيل تعمل منها ٧فقط والمتبقي متوقف عن العمل تماماً والسبعة نسبة كفاءتها ٤٠٪ .
مركز الأخبار يعمل بكفاء٣٥٪ ومعظم أجهزة الحاسوب تعاني والمحررون يعانون نسبة لتوقف التكييف به وأحضرت لهم الإدارة عدد ٣ مرواح متحركة كالتي بسوق السمك . العربات بالإذاعة كلها معطوبة وقد توقف معظمها نسبة لعدم توريد الإسبيرات . هنا غرفة تسمي بغرفة الكنترول smr هذه الغرفة ظلت منذ العام ٢٠٠٥ تعمل ولم تصان أو يعاد تأهيلها مما يهدد بتوقف الإذاعة في أي وقت .
الأرشفة الإلكترونية التي ظلّت تفاخر بها إدارات الإذاعة متوقفة منذ أكثر من سنتين . أما مكتبة الإذاعة الصوتية تراث السودان ومخزونه فمهدد بالمسح نتيجة لتوقف التكييف بالمكتبة المركزية منذ أكثر من عامين . (وبعد ده الأيام دي موجة أم درمان ٩٥ واف ام ١٠٠تعمل وتتوقف في الوقت الذي يوجد بالعاصمة أكثر من ٣٠ إذاعة fm ) .
تعريفة العمل بالإذاعة أعدت في زمن عوض جادين في العام ٢٠٠٥ولم تعدل حتى اليوم، هل بعد هذا الجو المحبط نطالب أهل الإذاعة بالإبداع. المطلوب زيارة غير معلنة من النائب الأول لزيارة الإذاعة ليرى بأم عينيه انهيار هذا الصرح الذي يحمل تاريخ وإبداع هذه الأمة.
أسمع بنظرية المؤامرة لكن لا أصدق أن ينهار صرح كهذا بهذه السهولة ولحفنة دريهمات تضيع في أي مؤتمر لا فائدة منه.
أدق جرس إنذار قوي أن على الحكومة أن تلتفت لهذه الإذاعة التي تحتضر الآن ولأسباب تافهة وأموال أتفه. لا تفجعوا الشعب في إذاعته.
سعادة النائب الأول بكري أوليس هذا من الإصلاح الذي تقوم به؟

ليست هناك تعليقات: