الاثنين، 23 يناير 2017

المرآة لا تكذب

 05-12-2016
(الصورة لا تكذب) هذه قاعدة عفا عليها الزمن الصورة صارت تكذب بعد الفوتوشوب والحيل الرقمية. لذا لن تسمع بعد اليوم في قاعة درس أو في محاضرة عامة أو معرض من يقول لك (الصورة لا تكذب). كم من الصور أنكرها أصحابها وهم يلعنون الفوتشوب والحيل الرقمية ومروجيها. (ويا ما في الانترنت من بلاوي).
لكن دعونا نسأل هل سيطال المرآة ما طال الصور؟ حتى الآن لا أجد من يمكنه أن يقول لمرآة هذا ليس وجهي. على الأقل في عالم الرجال ولا كثير علم لي بما تقوله النساء أمام المرآة.
من هذا أريد أن نخلص إلى مقارنة بين الصورة والتقرير. التقرير خاضع لأمانة كاتبه أو كاتبيه والتقرير يمكن أن يكون صحيحاً 100%، ويمكن أن يكون أصغر من ذلك بحيث لا يكون فيه من الصدق إلا العنوان والتوقيع. ويمكن أن يكون قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وربما يخضع لفوتشوب معلوماتي يزين الصورة للمرسل إليه التقرير حتى يراه حسناً.
لذا فإن مستلمي التقارير إلى وقت قريب ربما كانوا في عهد الصورة لا تكذب، ولكن ألم يسألوا أنفسهم لماذا هذه التقارير متقاربة ومفرحة دائماً والواقع لا يصدقها. ولم يسألوا أنفسهم عن كيفية التحقق من ذلك؟
سمعنا بزعيم القبيلة الذي كان ينتظر شخصاً معيناً ينقل إليه أخبار الخصم بالصورة التي تسره، وكان كاذباً. سأل رجال القبيلة ناظرهم ألا تعلم أن هذا الرجل كذاب؟ قال أعلم ولكن كذبه حلو.
ربما نجد العذر لناظر القبيلة حيث لم يكن ينبني على كذب الرجل الناقل للأخبار أي قرارات فقط للتسلية. هل مستلمو التقرير الكاذبة يعلمون خطورة ما بنوا من قرارات على ضوء نتائج التقارير الكاذبة؟
الذي يكتفي بالتقرير متكرر الملامح ألا يخشى العواقب؟ ومدبجو التقارير التي تكذب وشعارهم اعطِ (البوس) ما يعجبه ألا يخشون أن تتراكم الإعجابات ويأتي يوم يكشف كل مغطى. الذي يستلم التقارير من مصدر واحد ولا يعمل عقلاً ولا يرجو شهادة ألا يسأل نفسه ما الواقع؟
مدير المصنع الذي لا يريد أن يسمع إلا كل خبر سار عن مصنعه ويتجاهل النقد ونصائح الحادبين عليه والمطالبين بالصيانة والإحلال والإبدال ويسكتهم ويهددهم بالفصل ويقرِّب إليه المادحين ألا يخشى أن ينهار المصنع جملة واحدة وتقف كل ماكيناته؟ ووقتها لا تجدي الصيانة ولا علاجاً إلا ماكينات جديدة لنج؟
مدير المصنع أعلاه ألا يأخذ من وقته ليقوم بجولة داخل المصنع ليرى هل صوت الماكينات كما هو أم أصابتها خشونة، ألا يقارن إنتاج الأيام الأولى بإنتاج مصنعه كل سنة؟
وإذا كان المصنع ليس على أرض ملك حر ألا يخشى النزع؟

ليست هناك تعليقات: