الاثنين، 23 يناير 2017

أيها الخبراء العرب تساموا

 10-12-2016
كتبت هذا المقال في يناير 2014 ، ترى ما نتائج ذلك المؤتر المشار إليه وأين ذهبت توصياته؟ وماذا نفِّذ منها؟ ومن الذي دعا لذلك المؤتمر وماذا حقّق؟ كم كانت تكلفة ذلك المؤتمر؟ ومن دفعها؟ وكم مؤتمر انعقد بعده.
منْ وزير الاقتصاد أو وزير المالية أو الصناعة الذي قام في عهده مصنعي سكر الجنيد أو حلفا؟ لن يجب على ذلك إلا مخضرم أو باحث. ولكن خير مصنعي السكر جارٍ وأجره جار لمن أسهم فيهما برأي أو فكرة أو تنفيذ وأصبحت هذه المصانع نواة لصناعة السكر في السودان.(عمر هذين المصنعين الآن 50 سنة).
نفس السؤال ينطبق على مصنع كنانة أو شركة كنانة وهي من أنجح تجارب التعاون العربي في مجال الزراعة. وإذا كررنا الأسئلة أعلاه نفس النتيجة وهكذا كل البنى التحتية والمؤسسات الضخمة يبقى نفعها ويذهب فاعلوها. قد يتذكر الناس الرؤساء الذين قامت المشاريع في عهودهم.
رغم نظرتي السالبة للمؤتمرات على الطريقة السودانية. والتي كثيراً ما تكون نتائجها في صالح المتعهدين ومصير توصياتها الأدراج ، ولا أدل على ذلك من كثرة المؤتمرات وبؤس الواقع.
رغم ذلك ينعقد في مطلع الأسبوع القادم اجتماع استثنائي بمعنى الكلمة ولو لا كثرة المؤتمرات التي شوّهت الواقع وجعلت كلمة اجتماع أو مؤتمر مثل كلمة ( الكلاكلة الكلاكلة الكلاكلة ) وكما ينادي بها كماسرة الحافلات.
اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية سينعقد في الخرطوم يومي 19-20/1/2014م وما أدراك ما المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية؟ أي أن وزراء المالية في جميع دول الجامعة العربية بما فيهم السعودية والكويت والإمارات وقطر وليبيا والعراق أي الدول الغنية أو دول البترول والتي تعرف ميزانياتها كلمة فائض. ويجتمع معهم الصناديق العربية وبنوك وبيوت التمويل العربية وما أدراك ما الصناديق العربية إذا ما وجِّهت لخير.
الفجوة الغذائية العربية تقدر ( 70) بسبعين مليار دولار. يمكن بقليل من الثقة ووضع الأمور في نصابها واستغلال موارد الدول العربية أن تُسدّ بكل سهولة من السودان. المال العربي موجود وأرض السودان واسعة ولا تفوقها إلا أراضي كندا وأستراليا والتي كانت لعهد قريب أكثر وحشة من أرض السودان المستأنسة.
المعطيات أوضح من الشمس والدراسات مقدور عليها ولا يعيق هذا الحلم إلا السياسة والسياسيين وكثير منهم يسجن نفسه في موقف سياسي أو عبارة سياسية قيلت قبل زمن عكّرت صفو العلاقة بين بلدين يتخذ منها الغرب المستفيد من تخلفنا سبباً لمنع تعاون البلدين.
ما من دولة إلا وهي شعب وحكومة الحكومة يعد أفرادها على أسوأ الفروض بالعشرات. والشعوب بالملايين لماذا لا يتسامى الساسة الذين هم بالعشرات من أجل الملايين وذلك من أجل أجيالنا القادمة وينسوا ما بينهم من خلافات.
ونقطة أخرى دائماً ما تقف حجر عثرة في التمويل هي الثقة ، نريد أن نسدّ فجوة الثقة قبل فجوة الغذاء وهذه تسدّ بكثرة القوانين وقوّتها والشروط والشفافيّة إلى أن يذهب كل قرش إلى مكانه الحقيقي.
يا أيّتها الجامعة العربية هذا يومك إن أمَّنتي غذاء هذه الشعوب وأجيالنا القادمة سيكون هذا أكبر إنجاز يحرّرنا من الاستعمار الجديد.
هل لاحظتم خلو هذا المقال من كلمة استثمار؟ معليش معانا ضيوف!! .

ليست هناك تعليقات: