14-12-2016
|
صديقنا الأستاذ الطاهر ساتي ذو عمود مشهور في أخيرة السوداني. يشهد له القراء بقوة الطرح للقضايا الساخنة يساعده في ذلك أسلوب متميز وجرأة لا تخيفها المحاكم فلقد أصبح زبوناً دائماً للنيابة والمحاكم والحمد لله لم يدان حتى اليوم- فيما أعرف – دائماً يكتب بثقة من معلومته ويتحمّل تبعات ذلك من جرجرة المحاكم وطول جلساتها والاستئنافات. كل ذلك جعل عمود الطاهر ساتي عموداً متميزاً لما يبذل فيه من جهد. وعمود الطاهر دائما مليء بالأرقام والحقائق. ولا تهمه العواقب بعد أن يطرح ما عنده. وبعدين. غير أن الطاهر يوم كتب عن جامعة أفريقيا العالمية وطلابها بعنوان (مناخ الإنتاج) وماذا يستفيد السودان من هذا الكم الهائل من الأجانب وذكر أن بعضهم أدين بالشعوذة. في رأي لم يكن موفقاً أبداً. منذ زمن بعيد عرف الناس الهجرة للعلم من بلد لبلد ولم يسأل أهل العراق ماذا يستفيدون من طلاب الشام ولا سأل أهل الشام ماذا يريدون من طلاب نجد. وعلاقة السودان العلمية بمصر مشهورة منذ رواق السنارية في الأزهر الشريف وما تلاه من بعثات على نفقة الحكومة السودانية او المنح من الحكومة المصرية هذا على سبيل المثال. ومعظم جيل المتعلمين الأوائل تلقوا تعليمهم خارج السودان إما بمنح أو بعثات ( المنحة تكون على حساب الدولة المضيفة والبعثة على حساب دولة المبتعث) ويذكر جيلنا ومن قبلنا أن الحزب الشيوعي كان يرفد بطلاب عضويته للدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية كشيء مشهور. وفي ذلك عدة فوائد ومنها تعريف العالم ببلدك، فهذا مكسب مستقبلي يجعل البلاد حية وليست مغلقة. وهذا أرخص أنواع السفارات إذ وظيفة السفارة المعلنة هي العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير الأمور التحتية التي يقوم بها (القناصل) وبعض موظفي السفارات. وفي حالة الدول ذات الأيدلوجيا فهذه بذور مستقبل تحصد يوما ما لنشر أيديلوجيا البلد المضيف وأسوأ مثال لذلك ما تقوم به إيران في أفريقيا الآن. أما على الصعيد الأكاديمي فكثير من بحوث الطلاب الوافدين هي زاد لمكتبات البلد المضيف ولك أن تذهب وترى المكتوب عن السودان في بريطانيا مثلاً . أخي الطاهر جامعة أفريقيا هي (أزهرنا) فبها من الجنسيات ما يرفع الرأس وهم يكتسبون منا عاداتنا وتقاليدنا ويتعلمون ديناً إسلامياً وسطياً يجعل منهم دعاة إلى الله في بلدانهم وأثرهم اليوم في بلدانهم كبير فأصبحت علية القوم في أفريقيا الذين تعلموا في السودان من أصحاب القرار هناك ولهذا فوائد كثيرة مرئية وغير مرئية. هذا في الدنيا وفي الآخرة أكثر. لم أتطرق إلى الأثر الاقتصادي لهؤلاء، ومعلوم أن السياحة التي صارت مربوطة في أذهان الناس بالفسحة والشواطيء لم تعد كذلك فهناك سياحة علاجية وسياحة تعليمية وهذا لأن بلادنا مؤهلة لذلك. ثانياً: جامعة أفريقيا العالمية معين اقتصادي ولا تصرف عليها الدولة الآن كثير شيء والله أعلم. هل يعقل أن نختصر كل هذه الفوائد يا الطاهر لأن طالباً أو طالبين أدينا بالشعوذة؟ صراحة إني أراك كنت غير موفق في عمود(مناخ الإنتاج).ويبقى ما بيننا من ود. |
الاثنين، 23 يناير 2017
عفواً ، الطاهر ساتي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق