الجمعة، 7 أغسطس 2015

لم يفرحهم الذهب

 05-08-2015
لا أريد أن أقرر. ولكني أريد أن أسأل. ما معنى مهدد أمني؟ طبعاً هناك قائمة طويلة لدى الأجهزة الحكومية المختصة بالدراسات تعرف ما معنى مهدد أمني.
غير أنه لاح لي مهدد أمني لا يمكن رصده بسهولة هو انعدام الثقة. إذا انعدمت الثقة بين زوجين ستحيل حياتهم إلى نكد وشكوك مهما تباروا في إخفاء مشاعرهم. ومن هنا أتمنى أن تعطي مراكز الأبحاث والجهات الأمنية هذا الملمح بعض من اهتمام ورصد.
بعد هذه المقدمة أقول خبر الشركة الروسية التي وقعت عقد تعدين عن الذهب في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر والكميات الكبيرة التي ستنتجها (وهنا التضارب. والتضارب هو تكبير الرقم ألف مرة بينما تقول الشركة أن إنتاجها الأولى سيكون 42 طناً تقول جهات أخرى 42 ألف طن فرق بسيط 3 أصفار فقط).
لماذا استقبل المواطن خبر الذهب بهذا البرود؟ وردود الفعل كانت من شاكلة زمان فرحنا بالبترول وما شفنا حاجة (طبعاً هذا ليس صحيح بإطلاق إذ بعد فقدان البترول تدهورت قيمة الجنيه السوداني وتقهقرت ثلاثة أضعاف وربما أكثر) وتجرست الحكومة جرسة جعلتها ترفع الدعم عن المحروقات رغم آثاره السيئة على المعيشة والتضخم. ورغم ذلك لم تنس الترضيات السياسية ووزراء الدولة أربع دستات فقط (أهل الشام يسمون الدستة درزن ولا أدري هل هي من dozen الإنجليزية؟ ربما).
ردود فعل من شاكلة كيف سيصرف عائد الذهب؟ وهل تملك الحكومة خططاً طموحة ومدروسة على المدى البعيد أم ستشغلها الترضيات والصرف الحكومي الذي لا ساحل له؟ وسؤال ثالث في العقد أن نصيب الحكومة 75% بعد خصم التكلفة. من سيحدد هذه التكلفة وما البعيد أن تمارس تعلية الفواتير أو المبالغة في تكلفة الاستشارات والمبالغة في قيمة المعدات وأجرة الخبراء. وربما نصبح ونجد الطباخ خبيراً.
صراحة فقدان الثقة في الخبر السياسي أو العلاقة بين السياسي والمواطن تزداد اتساعاً وكان الإنسان عندما يريد أن يسفه خبراً يقول كلام جرائد ولكنه هذه الأيام يقول كلام سياسيين.
لابد من استطلاع للشارع ليجيب السؤال لماذا لم تفرح بخبر الذهب؟ لنرى أو لنكتشف الخلل أين هو وهل يحتاج إصلاحاً أو تغييراً في واحد من مكونات الدولة السودانية؟
كل هذا كوم والجانب السياسي في المسألة كوم، من الناس من اعتبر دخول روسيا في الاستثمار الذهبي سيجعل السودان في مأمن من مجلس الأمن حيث يمكن لروسيا أن تستخدم الفيتو كواحدة من الخمس الكبار صاحبات الفيتو لحماية مصالحها في السودان. الرد على هؤلاء أليست الصين من صاحبات الفيتو ولها استثمارات في السودان؟ متى استخدمته لصالح السودان؟ التوكل على الله وطاعته أكبر الضمانات للمسلم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (7) محمد.