23-08-2015
|
بدأ الحوار الوطني بنفي أن ليس هناك معتقل سياسي ومن له معتقل سياسي فليتقدم به.
الشاعر إدريس جماع له قصيدة اسمها من سعير الكفاح، آخر بيت فيها يقول: (هما سجنان يتفقان معنى ويختلفان ضيقاً واتساعاً). المقصود هنا الاستعمار أن جعل الوطن كالسجن ولكنه ليس كالسجون التي نعرفها محاطة بحيطان وعلى الحيطان حرس مدجج بالسلاح. ولكن الوطن المستعمر رغم سعته ولكنه سجن.
كلنا معتقلون سياسياً إذ ليس بمقدور أحد ان يقول أو يكتب إلا الذي يرضي المؤتمر الوطني والأجهزة الأمنية التي تنتظر الصحف أو بعض الصحف حتى تقرأ كل كلمة فيها. وأحياناً تنتظرها عند باب المطبعة لتصيح فيها كما يصيح العسكر كما كنت انتباه.
هذه السياسة ذات الاتجاه الواحد أوصلت المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم، إلى طريق مسدود سار فيه طويلاً وبعد أن غلبه المسير والرجوع بدأ يسأل عن الحوار الوطني. وطول العناد وعدم وضوح الرؤية واختلاط الأوراق والبرامج والخلط بين مصلحة الحزب ومصلحة الوطن هي جعل الأخطاء تتراكم إلى صارت ترى حتى للكفيف.
وما أظن المؤتمر الوطني يريد الحوار الوطني إلا على طريقته إذ استبعد كثيراً من الأسماء القومية بأي حجة لا أدري كيف يغيب عن الحوار الوطني رجال في قامة الدكتور الطيب زين العابدين، والفريق محجوب حسن سعد والدكتور مصطفى إدريس هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ليس عيباً أن تخطئ ولكن العيب أن تكرر الخطأ.
إذا ما استمر المؤتمر الوطني أو الفئة الحاكمة باسم المؤتمر الوطني في أن تسمع ما يضحكها وتسد أذنيها عن النصح فستتراكم الأخطاء وأخشى أن يضيع الوطن من بين أيدينا وهو وطن هش جداً لا يحتمل أي عواصف.
ولو سمعت الفئة الحاكمة النصح ومراجعة الأخطاء في حينها لما احتاج الناس إلى المفوضيات ولكن التمادي في عدم سماع النقد الإيجابي هو ما أوصل إلى الحاجة إلى مفوضيات مكافحة الفساد.
والأمر الذي يحير هل عجزت القوانين الحالية حتى يبحث الناس عن قوانين ومفوضيات، القانون موجود ولكنه غير مطبق أو يطبق على فئة دون أخرى.
الثورة الاقتصادية التي يديرها السيد وزير المالية إذا ما صحبتها ثورة موازية في وزارة العدل، وكل الظروف مواتية لذلك، ستصحح أوضاع كثيرة هي سبب تخلف السودان وضياع زمنه.
وعلى الصعيد السياسي كثرة الأحزاب وتكلسها (إذا لم توضح كلمة كلس المطلوب نغيرها إلى كلمة كنكشة)، من الأوجاع التي تحتاج مراجعة سريعة كيف يكون هناك أكثر من مائة حزب؟ أحزاب أم ربط جرجير. وكيف يكون هناك رئيس حزب لنصف قرن من الزمان.
إذا ما نشر هذا الموضوع نتفاءل ونقول إن عافية دبت في الحياة السياسية وإذا ما منع من النشر العقرب في نتحيها والله يستر.
|
الجمعة، 28 أغسطس 2015
كلنا معتقلون سياسياً
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق