الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

حلقة (النوبة) القرآنية


07-08-2015
النوبة المعنية هنا قرية من قرى ولاية الجزيرة ترقد هانئة على ضفة النيل الأزرق بين المسيد والمسعودية. عريقة ورائدة في التعليم. وبها من رواد الخدمة المدنية كثر والعسكرية كذلك.
غير أن موضوع اليوم جديد جداً. كثير من التنظيمات الدينية من أخوان مسلمين وأنصار سنة وغيرهم لهم حلقات مدارسة يكون موضوعها التجويد أو الفقه أو السيرة وربما ركَّز بعضهم على العقيدة كشرط أساسي. هذه الحلقات التنظيمية يجمعهم طيف سياسي واحد أو فكر واحد.
في عام 1991م جاء الشيخ محمد حمد الطيب منهياً تعاقده مع وزارة المعارف السعودية وهو شيخ يحفظ كتاب الله وفكر في حلقة قرآنية في قريته النوبة، وبدأ ومعه حنين يجتمعان كل جمعة بعد المغرب يتذاكران كتاب الله من بعد المغرب وكل أسبوع تزيد الحلقة عضواً إلى أن وصل عدد أفرادها بين الأربعين والخمسين وتطور البرنامج ليكون قراءة صفحة واحدة من كتاب الله تقرأ جيداً من قبل كل الحاضرين ويختار شخصاً لتفسيرها ويتداخل الفقه والسيرة.
كما أسلفنا ليست حلقة جماعة فكرية واحدة فهي تضم كل أطياف السياسة ومنهم من لا علاقة له بالسياسة وليست حلقة جيل واحد تفاوت الأعمار موجود من الشباب حتى الذين يجلسون على الكراسي (مش عايز أقول كهول) منهم من جلس على الكرسي وهو شاب، وليسوا من مستوىً تعليمي واحد من حملة الدكتوراه وأنت نازل موجود.
هؤلاء النفر الكريم صاروا يشتاقون لهذه الحلقة وهي كل جمعة في بيت أحدهم يعني مرة في السنة. صراحة هذا قمة استثمار الوقت الذي يجده المسلم زاداً لمعاده لا مباريات كرة القدم ولا مسلسلات التلفزيونات الهائفة ولا الجلوس في الطرقات ولا الجلوس أمام الدكاكين وأحياناً في الشوارع العامة كل هذا وقت ضائع وربما مادة مكررة. لا نملك إلا أن نشيد بالتجربة قمة الإشادة.
صلى معنا مرة الأخ عثمان البدري الجمعة. بعد صلاة الجمعة أخرج الإمام جنيهاً من جيبه وذكر: جنيه الصدقة يا أخوتي المصلين. وهي فكرة أن يدفع كل من يستطيع من المصلين جنيهاً واحداً تجمع لتحل بها كثير من الأمور دون أن يشعر بها أحد. الأخ عثمان دفع عشرين جنيهاً وأقسم لينقلن الفكرة إلى أربجي والمحريبا وقد فعل.
وهنا نرفع النداء حتى يسعى كل من يستطيع نقل فكرة الحلقة القرآنية لقريته أو حيه ولتبدأ باثنين ولا داعي للاستعجال بمرور الزمن سيصل الناس إلى الهدف.
ما لم أقف عليه كيف فعل أصحاب الحلقة بهذه الآية (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) فالمعلوم عن أهلنا في النوبة أن التعدد ممنوع بالعادة أو بالفطرة وشبه معدوم ليس هناك من له زوجتان إلا بعدد أقل من أصابع اليد الواحدة ومنهم من بدأه سراً.
إنهم يشاركون الكاثوليك في المرأة الواحدة. ورغم ذلك لهم التحية.

ليست هناك تعليقات: