الأربعاء، 19 أغسطس 2015

لا، لا، يا سعادتك

 
09-08-2015
وتراصت أطنان الورق (المزوّر) في أرفف مجلس الوزراء تحكي عن خيال (خبيث) إنجاز مشروعات، وأداء متميز, ووفاءٍ بحاجات الولاية، وبهجةٍ وحُبُورٍ ترفف أجنحتها على ربوع الولاية (الفلانية) وممارسة الخداع الإلكتروني بعروض (البوربوينت) التي تُجمِل القبيح, وتُنَضِرُ الشُحُوب، وتُداري العيوب، وتسترهبُ المشاهدين بسحرها العظيم، ليخرج (مجلس الوزراء) يملؤه اليقين، بأن عرض الولاية، وتقرير أدائها، (مقنع ومبشر) ويتم تصحيح كراسة الوالي (الكاذب) ويأخذ الدرجة القصوى).
الله يرضى عليكم الفقرة أعلاه أقروها بصوت الرائد يونس محمود الذي كان يطل به من إذاعة أم درمان في بداية أيام الانقاذ. وهي مقتبسة من مقال اللواء يونس محمود وعنوانه (التقارير المزورة) نشر بصحيفة اليوم التالي وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وواتساب.
أورده اللواء يونس محمود تعليقا على هذا الخبر (ورد في صحيفة الانتباهة، الصادرة أمس الأول الثلاثاء 4 أغسطس، خبراً يقول على لسان النائب الأول لرئيس الجمهورية (الحكومة تتهم الولاة السابقين برفع تقارير أداء كاذبة).
سبقنا الجنرالين إذ كتبت في ابريل 2009 الآتي (لا أرى معنىً لما يقدمه الولاة من تقارير أمام مجلس الوزراء، متى سمعتم واليا يقول إن من قصوري في الولاية كذا؟ معظم تقارير الولاة هي سرد ما أنجز ولن يستطيع مصحح ومدقق أن يضع نسبة مئوية للمنجز لأن كثير من الولايات ليس لها خطط سنوية).
ولكن ما دام السيرة اتفتحت ومن قيادة عليا نقول وبالله التوفيق الوالي أصلاً ليس مسؤولاً أمام مجلس الوزراء ويجب أن يقدم تقرير الأداء للمجلس التشريعي للولاية، وهو مسؤول ومراقب لدى المجلس ولكن ضعف المجالس وطريقة اختيارها تخرجها كالطفل الخداج لا تقوى عظامها حتى تكمل دورتها وإذا وجدت من الوقت إضاعته في الوصول إلى مخصصاتها ومكاسبها الخاصة.
يا سعادة الجنرال إصلاح خلل تقارير الولاة الكاذبة كما قال بكري أو المزورة كما قال يونس يبدأ بحل كل هذه المجالس التشريعية الولائية ويرضى المؤتمر الوطني ،إن أراد إصلاحاً، أن تكون انتخابات حقيقة تشرك الشعب بحق في تسيير أموره ويتنافس عليها من يستحقونها ومن يختاره الشعب بلا ترهيب ولا ترغيب من الحزب الحاكم أكرر هذا إن أراد إصلاحاً.
ولكن المجالس التي تتلقى مخصصاتها وبنزينها من حكومة الولاية لا يمكن ان تكون رقيباً. مخصصات هذه المجالس يجب تقنينها وصرفها من المركز بعيداً عن الوالي ووزير ماليته حتى يكونوا فوقه ويحاسبونه خير حساب أو شر حساب كل والٍ وما يستحق.
ثم يا سعادتك لماذا تسمع الحكومة من الوالي فقط ألا تعج الصحف يوميا بما يستحق المتابعة والتحقيق؟ والذي كونت له اللجان لم نسمع الا تكوين اللجنة. والذي دخل المحاكم شركة الأقطان مثلاً أين وقفت، ومُحَكِموها ماذا فعل الله بهم وبملياراتهم؟
كثرة التخدير تولد الإدمان ومن يدمن يصعب تخديره.

ليست هناك تعليقات: