الأحد، 2 أغسطس 2015

من قتل التمويل الأصغر في الجزيرة؟

26-07-2015
دخلت مؤسسة التمويل الأصغر في ولاية الجزيرة في تجربة تمويل الزراعة والمزارعين في مشروع الجزيرة وبدأت بمحصول القمح كأسرع وأوضح محصول من حيث الآليات والتسويق.
بالمناسبة طلبت مرة في اجتماع تقييم النهضة الزراعية في قاعة الصداقة برئاسة الأستاذ علي عثمان النائب الأول حينها أن يوجه التمويل الأصغر للزراعة، وقلت إذا ما وجد المزارع تمويل موسمين أو ثلاثة لن يحتاج لتمويل بعد ذلك. كمن يخرج من قائمة مستحقي الزكاة إلى مخرجي الزكاة.
مؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر بدأت تمويلاً زراعياً في مساحة ألفي فدان موسم 12/2013 الهدف منه صناعة تقاوي، وكان ذلك بمواصفات علمية موصى بها وبلغ متوسط إنتاج الفدان 12 جوالاً. في موسم 13/2014 تمت زراعة عشرة آلاف فدان وحرست تمويلها بالإشراف وعززته بالتقانات والرعاية المطلوبة وكانت النتيجة أن 70% منها تحول لتقاوي لتتدرج في المساحات وكان متوسط إنتاج الفدان 12.5 جوال. وهذا إنتاج يعادل ثلاثة أضعاف ما كان عليه في زمن سابق.
في موسم 14/2015 م زرعت المؤسسة أكثر من عشرين ألف فدان وكان الهدف البعيد منها توطين التقاوي محلياً حتى لا نسمع بتقاوي مستوردة من تركيا أو خلافها.
في الموسم السابق لم تستطع المؤسسة تصريف التقاوي بحجج منها أن إدارة المشروع تفضل العينة إمام وهذه العينة النيلين لا يلجأ اليها إلا مضطرين. يمكن بيع التقاوي لعدة جهات طلبتها الشمالية ونهر النيل إلا أن قرارًا سياسياً من ولاية الجزيرة (في الحكومة السابقة) منع خروج التقاوي من الولاية الجزيرة. وليس في ولاية الجزيرة مشترٍ غير مشروع الجزيرة. وجه نائب رئيس الجمهورية البنك الزراعي بشراء التقاوي والبنك الزراعي تمنع. وبقيت التقاوي في مخازن المؤسسة ولم تف بالتزاماتها نحو المزارعين ولا بنك السودان.
وقرر بنك السودان حرمان مؤسسة الجزيرة من التمويل. مما يعني تحرير شهادة وفاة مؤسسة التمويل الأصغر بالجزيرة.
هل يمكن إنقاذها؟ هذا هو السؤال؟
يبدو أن مشكلة مؤسسة التمويل الأصغر تحتاج لجنة تحقيق سريعة والأمر الذي أراه من بين السطور أن الأمر مرتبط بأشخاص متشاكسين رموا المصلحة العامة وراء ظهورهم وكل يريد أن يمسح كل ما عمل الآخر بالاستيكة حتى لا يبقى له أثر في الحياة، وهذا من آفات المؤتمر الوطني الذي لم يجد أعضاؤه من يحاربونه وصاروا يحاربون بعضهم بعضاً جماعة فلان وجماعة فلان.
حتى لا تموت تجربة التمويل الأصغر وخصوصاً الزراعية التي حققت نجاحاً لابد من مراجعة هذه المؤسسة كل أخطائها الإدارية والفنية وتعاملها مع الجهات الرسمية حيث تشكو بعض إدارات المشاريع أنها دخلت دون تفويض منهم أي دخلت بقوة سياسية. لابد من تحقيق من جهة محايدة ويبدو أنها متوفرة حيث الوالي الجديد إيلا ليس له جماعة (حتى الآن).

ليست هناك تعليقات: