02-07-2015
|
لست ميالا للكتابة السياسية لعدم جدواها وما هي إلا كالحديث عن الهلال والمريخ كل في مكانه. واقع سياسي غير متطور أحزاب يسيطر عليها أشخاص أو بيوتات أو شلل أو مبتزون (الحريف يوزع ويعطي كل حزب نصيبه من هذه الأوصاف).
غير أن خبراً مثل عودة السيد الصادق المهدي بعد العيد لابد أن يحركني، وقبلها حركني خبر كان يقول عودة الميرغني قريباً وكتبت يومها بما معناه أفرض جاء أو لم يجئ ما الفرق؟ وثار مريدوه وغضبوا وكالوا السباب غفر الله لي ولهم.
اليوم بعض من تشابه بين الخبرين ولكن الفرق كبير بين الرجلين. إن السيد الصادق المهدي أو الإمام أو الحبيب كما يقول أنصاره وأحبابه، رجل يتمتع بدماثة خلق وحبيب إلى نفوس الكثيرين وتجده في المناسبات الاجتماعية والمناسبات العامة مشاركاً في كل ملتقيات الأدب والفكر والثقافة وله رصيد من الأصدقاء كبير (لم يحدث لي شرف صداقته حتى لا يتهمني أحد بأني أكتب من هذا المنطلق). وفوق كل ذلك أنه رجل يتجنب العنف ولم يحاول الوصول إلى الكرسي بالعنف والسلاح إلا مرة واحدة في تحالفه مع الاتحاديين والإسلاميين يوم قدموا من ليبيا في يوليو 1976 م. وطرشقت وأبدى فيها مكراً على حلفائه يوم ظن النصر تحقق وقالوا يومها إنه رفع يديه: وقال لهم هذه مهدية خالصة. أو هكذا قالت الصحف فيما بعد.
بعد كل هذا الثناء على السيد الصادق المهدي. نقول ولكن السيد الصادق المهدي السياسي رجل متقلب الأطوار وليس له خط واضح ولا رأي صريح في كثير من المسائل حتى الديمقراطية التي يتعكز عليها وأنه آخر رئيس منتخب انتخابات حُرة ونظيفة اطيح به. هذه الديمقراطية التي ينادي بها ليل نهار تقف عند عتبات بابه يوم يكون الأمر داخل الحزب حتى أبناء عمومته لا يريد لهم نصيب في حزب ورثوه معا ويكاد الحزب ينحصر ليس في بنيه بل حتى هؤلاء في بعضهم وليس جميعهم. فما بالك بالدكتور إبراهيم الأمين؟
إذاً عودة السيد الصادق المهدي ليست شأناً عاماً ولا تستحق الصفحات الأولى من الصحف. إذ الأمر سيان بقي بالداخل أو الخارج هذا فيما يتعلق بالسياسة طبعا ولكن الرجل الاجتماعي مرحباً به.
إذا سألنا طلاب أولى علوم سياسية هل السيد الصادق المهدي معارض لهذا النظام أم مؤيد له؟ كيف ستكون إجابات الطلاب؟ وإذا ما أردفنا بسؤال آخر ماذا يريد السيد الصادق؟ إجراء انتخابات حُرة ونزيهة هل يظن أنه سيحصل على عدد المقاعد التي نالها في انتخابات 1986 م قطعا لا. ولنفرض أنه حاز على أغلبية الأصوات كما يشتهي ماذا هو فاعل بعدها؟..
لا يظن أحدكم أن الواقع يعجبني ولكنه خيار بين السيء والأسوأ.
|
الثلاثاء، 7 يوليو 2015
عودة الصادق المهدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق