ا 26-06-2015
|
كلما قرأت عن عادة توقيف المسافرين على طريق الخرطوم مدني للإفطار في رمضان والتي امتدت لطرق كثيرة والحمد لله .أقول في نفسي ولكنك لم ترجع الفضل لمؤسس هذه السنة الحسنة. بكل فخر سبقت كل الذين أثنوا على هذه العادة وكان ذلك في أكتوبر 2004 م حيث كتبت الآتي:-
(إن تشهر قلمك يوماً بعد يوم ناقداً لكل قبيح ترى، قد يفهم بعض من القراء أنك لا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب. ولا ترى إلا بعين السخط التي تبدي المساويا.. ولكن نفترض أن يكون كل ما ذكر هو استثناء. وبذلك يكون ما لم يذكر كما ينبغي. بمفردات أخرى يجب أن يكون (كلو تمام) وعندما نذكر غير التمام نريد أن نكمل الناقص ليبقى (كلو تمام). قبيل المغيب في هذا الشهر المبارك، يصعب عليك أن تسير على طرق الخرطوم مدني كما تريد، إذ إن سنة سنها رجل طيب من أهل الكاملين هو الشيخ جبور في منتصف ستينات القرن الماضي، عندما وصل طريق الخرطوم مدني الى الكاملين، إذ كان يوقف كل السيارات الذاهبة والآيبة ويقوم بواجب إفطارهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (من فطر صائماً فله أجر صائم لا ينقص من أجره شيء» أو كما قال. بالله كم صائمٍ فطر ذلك الرجل. ونزيد أن هذه السُنّة كل سنة في ازدياد، بل صارت على كل طريق الخرطوم بورتسودان. والدال على الخير كفاعله.
هذه الصورة الزاهية تمتد على كل الطرق، أناس يضعون إفطارهم على قارعة الطريق ويقف بعضهم في منتصف الطريق يرجو المسافرين أن يتوقفوا ليفطروا معهم. وبعضهم يؤشر على ساعته إشارة لدنو الوقت. منظر تنفرد به قرانا إن لم نقل بلادنا، ففي بلادنا عادات وافدة كسحت معظم القديم أمامها الى أن وصل أمر الإفطار الى كل داخل بيته. وفي عادات أخرى صار الإعلان عن الكلاب الضائعة على صفحات الصحف وبملايين الجنيهات. وبعض الناس يبحث عن ماء وكل منهما سوداني عيونه عسلية وطوله 5 قدم و6 بوصات.
نعود لجماعية الإفطار ويا له من منظر يثلج الصدر ويعلمنا أن هذه البلاد مازالت بخير ـ والحمد لله ـ مهما علا صوت الباطل وأذاع الإعلام قبيح الصور، فمن ينقل عنا هذه الصور الجميلة صورة الإفطار على الطرقات.
(الآن كثرت الكتابة عن هذه العادة الحميدة حتى وصلت القنوات الفضائية وذاع خبرها فقط أردت أن أركز على سانِّ هذه السنة الحميدة الشيخ جبور من الكاملين قلب الجزيرة الخيرة القابلة لكل خير متى ما بحث الناس عن قادتها الذين يقفون متفرجين على واقعها الذي لا يسر. نسأل الله أن يبدل حالها من العسر الذي أوقعه فيها بنوها.
|
الثلاثاء، 7 يوليو 2015
الجزيرة منك الخير بدأ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق