23-07-2015
|
سيدي والي نهر النيل.. في البدء أخاطبك معتذراً عبر الصحافة, فأنا لست من محازبيك ولا أدري إن كنت من مظاهريك، الذي أعلمه يقيناً أنني بلا عمامة عشارية، ولا شال مطرّز أتلفحه وكمِّي أقصر من أن يقف عند بابكم. ما أنا إلا نخلة عجوز تجذرت على جرف النيل قبالة داركم، تيبَّس جريدها ! وغداً خاوية. سيدي، أصائل الخيل بالمعلوم لديكم، لا تشرب الماء إلا صفواً ناقعاً وتأنف آسنه، بالأمس القريب سيدي، رأيت بأم عيني وفي وسط سوق حاضرة ولايتك الذي دعاني أن أكتب مخاطباً، رأيت فيما يرى الصاحي، حماراً من تلك الفصيلة المكدودة، التي تسعى باكراً في طلب علفها و(عليقة) سيدها. في عزِّ قائظ حرِّ هذا الصيف يهرع مسرعاً نحو حوض ماء امتلأ، غرس فمه وأنفه في الماء من شدة الظمأ، وبسرعة رفع رأسه دون أن يتجرع جرعة، نفض ما علق به من ماء ثم عاد وهذه المرة للشم فقط ، زفر زفرة نثرت الماء حول الحوض، ثم انكفأ عطشاَ، حسبت أن أتانته قالت له :- (قف عن ورود الماء) ! فلم يرد! عدت أنظر في حوض الماء عن العلة المانعة للحمار. كساني الخجل !!
فهِمتها الحميرُ التي نعدُها غبيةً ، فعافتها! وغابت عن عقول وذكاء البشر فتجرعوها !!
إنه ماء الدامر أتمنى ألا تكون قد رأيته، حسبك من شرابه وأنت بين ظهرانينا، عقوداً نشربه في الدميرة عكراً وطمياً وطينا، ومرة يأتينا بطافي حطبه وعوده، يا سيدي، فيما علمته أنك قد تقلبتَ فيها مدراً، ووبراً وحضراً، وسمعتَ فصيحَها وعاميتها، وفي العامِّية لابد أنك قد أحصيتَ أوصاف آسن الماء من ،(برجوبة، بادوبة، طملة) فبأيٍ منها سيدي تسمي ماء حاضرة ولايتك؟
أخي البلة أقض زمن إمارتك فينا طال أم قصر، جاعلاً جلّ همِّك (تنقية ماء الشرب) ، دعك من (سوق النسوان) و(حظائر البهائم) فسوق (السبت) الذي عدلتموه نسوانا سيظل سوق السبت حتى ولو اجتمعن فيه وقطعن أيديهن، دي الدامر وشرابه طين! قل واحتسب أمر الماء أجراً تخلِّد به اسمك بيننا أبد الآبدين كيف لا والخواجة ( تلِّي) خلد اسمه عقوداً بحفر بئر له في مدينة أم روابة ما زالت تسقي زلال الماء حتى يومنا هذا، والناس يعرفونها (بير تلِّي (.
أتمنى أن ترفع اسمك فينا دهراً بـ (موية البلة (!!
وإن لم تستطع، فزدها (بِلَّة) وتبرجب معنا،
و إلى (طمي ) آخر ولكنه (بشري) نلتقي في الحلقة التالية إن رضيت عنا الاستفهامات.
محمد الفاتح
رضينا
|
السبت، 25 يوليو 2015
ماء الدامر بين (البَلَّة .... والبِلَّة)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق