14-07-2015
|
قبل أكثر من عشر سنوات تقريباً أصدرت ولاية القضارف، في عهد واليها البروفيسور الأمين دفع الله، قرارا بمنع أكياس البلاستيك في الولاية. الحكمة من القرار أن هذه الأكياس أضرت بالحيوان وتسببت في نفوق نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية، والسبب الآخر أن هذه الأكياس التي تنتشر في الأرض الزراعية مضرة جدا حيث إنها لا تتحلل بل تبقى مفسدة للتربة.
رغم المبررات القوية للقرار ولكنه وجد من يعترض عليه من أصحاب المصالح الخاصة أصحاب مصانع البلاستيك المصنعة لهذه الأكياس ودخلوا المحاكم بحججهم التي سنذكرها لاحقاً وانتصرت العدالة لقرار ولاية القضارف. ويومها تلمظنا طعم الحكم اللامركزي بين أسنان وشعرنا بفائدته لأول مرة.
حاولت ولاية الجزيرة في عهد عبد الرحمن سر الختم أن تفعل ما فعلت القضارف أصدرت نفس القانون بمنع استخدام أكياس البلاستيك، وأسرعت أجهزة ولاية الجزيرة في تطبيق العقوبات بصورة منفرة جداً وعلى مستوى واسع لدرجة تطبيق العقوبات وانتشارها كان اسرع من نشر الخبر.
جمهورية رواندا تلك التي خرجت من المذابح الجماعية الفظيعة التي تحدث العالم أنها أبشع مجزرة في التاريخ (متناسين طبعا ما حدث في البوسنة لأنه بيد غربيين) رواندا الآن تشع حضارة وعدالة وتقدم والذي يهمني منها هنا أنها تمنع استخدام أكياس البلاستيك تماما ويؤخذ من القادم إليها ومن المطار كل بلاستيك معه وكأنه مخدرات ويعطى كيسا من الورق جميل.
سألت العم قوقل ووجدت ورشا عقدت هنا في السودان لهذا الغرض وإقرارا تاماً بخطورة أكياس البلاستيك على البيئة والمعترضين حسنوا لمنتجهم وعزوا الاضرار لسوء الاستخدام الإنساني حيث يجب أن تجمع في حاوبات قمامة خاصة وتدور. (قياسا إذا ما صدر قرار بمنع الخمور هل ستأتي صانعاتها ليقلن الخمور ليست ضارة إذا ما شربت بطريقة خاصة؟)
قرار القضارف لم يمت ومازالت فيه روح في القضارف ولكنه في الجزيرة ولد ميتاً والسبب الأول هو عدم توفير البدائل الكافية وليس ثقافة الإنسان لأن هذا الإنسان قبل 40 سنة تقريبا ما كان يعرف هذه الأكياس وله أكياس ورق وقفة ملاح والأرض نظيفة والشوارع نظيفة.
بالمناسبة إذا ما أرادت ولاية الخرطوم على وجه الخصوص أن تخطو خطوات نحو النظافة فليكن منع البلاستيك أول عوامل نظافة الخرطوم.
يبدو أن إجماعا تاماً من متخصصي البيئة والزراعة والحيوان على خطورة أكياس البلاستيك وانها ستتلف الأرض وتميت الحيوان وتشوه الشوارع.
وليس هناك عقبة قانونية تقف دون إصدار قرار المنع ولكن العقبة في البدائل وإقناع أصحاب المصانع بتصنيع أشياء أخرى مفيدة.
متى يستشعر ولاة الأمر هذا الخطر ويقرأوا ما كتب عنه في الورش. البحث على بدائل ورقية نظيفة.
عبد الرحيم نصف قمامة الخرطوم أكياس بلاستيك ماذا أنت فاعل؟.
|
السبت، 25 يوليو 2015
الخطر الكبير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق