الثلاثاء, 13 آب/أغسطس 2013
آخر
مرة دخلت فيها ساحة الطيران أو مهبط طائرات مطار الخرطوم، كان يوم افتتاح
كهرباء وادي حلفا تحديداً في يونيو الماضي. صراحة عدد كبير من الطائرات على
الأرض أشكالها غريبة وألوانها أغرب، ويهيأ إليك أن كل نفايات أو خرد
الطائرات العالمية كبت في هذا المكب. ونحن في بص في غاية الأناقة والحداثة،
إذ به يقف بنا أمام طائرة لا تنبيء بخير حتى وضع السلم مخيف وهو كتلك
السلالم التي يستخدمها الأهالي في صيانة أسقف منازلهم ــ أي ــ هو من صنع
حداد غير ماهر. وشكل الطائرة غريب، محركاتها فوق ظهرها كأنها حشرة استُفزت.
البرتوكول لا يخبر هل تريد أن تسافر بها أو لا، فأنت ضيف على وزارة الكهرباء ويجب أن يكون الضيف مؤدباً يقبل كل ما يُقدم له. دخلنا إلى جوف الطائرة، يا لهول ما رأينا! وضع الكراسي غريب وشكلها أغرب وبعد الجلوس وكأنك مثل الذين يجلسون أمام ستات الشاي، ولو جاءت من تقدم لنا الشاي لما استغربت. كل شيء أمامك لا مثيل له في الطيران، والستائر كأنها ستائر حلاق في قرية بعيدة.
يا إخوانا ننزل أم نصمد؟ هذا هو السؤال الذي دار في ذهني، وربما أذهان الكثيرين، وإذا نزلت ألا تصنف بأنك لست شجاعاً؟ طيب توكل على الله وبالله هذا توكل أم عبط؟ وحلقت بنا الطائرة. وكانت طائرة فوكر جميلة قد سبقتنا، وصلنا بحمد الله قبل الفوكر ولكن يدنا فوق قلبنا لحدي ما وصلنا، ولم نتذكر أغنية الكاشف رحلة بين طيات السحاب أبداً. أول ما فكرنا فيه في الرجوع ألا نعود بهذه الطائرة، وقد كان أن حشرنا أنفسنا في الفوكر، طبعاً لا داعي لذكر أسماء الشركات المالكة لهذه الخرد، عفواً الطائرات القديمة، فقد يدخلنا في حرج معها وربما تقاضي في المحاكم.
بعد هذه المقدمة الطويلة نريد أن نسأل: هل من حق المسافر بالطيران معرفة نوع وعمر وصلاحية الطائرة التي سيسافر بها؟ السؤال موجه لسلطات الطيران المدني أولاً، وإذا لم تجب سنرفع الأمر عبر جمعية حماية المستهلك لأعلى. هل يعقل أن أدفع ثمن تذكرة السفر وأنا لا أعرف على أية طائرة سأسافر، وما نوعها، وكم عمرها. أليس في الأمر تدليس أن يدفع اثنان نفس المبلغ ويجد أحدهم نفسه أمام طائرة روسية قديمة كانت طائرة شحن حولها إخوان البنات إلى طائرة ركاب، أليس في هذا تشبيه ضمني بأن المسافر السوداني هو ذاتو عفش أو كارقو؟ ويجد الآخر نفسه أمام طائرة آيرباص جميلة وحلوة ولا تسمع داخلها إلا همس التكييف وابتسامة المضيفات؟
ثم ثانياً: هل كل هذه الطائرات الرابضة في مطار الخرطوم صالحة للاستعمال وطبق الشروط؟ إذا كانت الإجابة نعم، نقول إن هذه الشروط تحتاج مراجعة كبيرة ومقارنتها بشروط هيئات طيران مدني أخرى لنعرف أين تقف شروطنا، وأين تقف شروط الآخرين. يبدو أن بداية الخلل في أن بعض هذه الشركات المالكة لهذه الطائرات القديمة عصية على التحقيق وتطبيق القانون عليها، وإذا ما عُصرت غيرت اسمها ولون الطائرة والـ (logo) والمدير واستمرت كأن شيئاً لم يكن.
سلامة المواطن فوق كل هذه الفوائد الخاصة حتى لو تدثرت بثوب المصلحة العليا للبلاد، النتيجة واحدة الطائرة مواصفات ومن حق المستهلك أن يعرف على ماذا سيسافر، وله حق الرفض ولو بعد أن يدخل الطائرة، هذا سفر وليس رجالة سودانيين.
البرتوكول لا يخبر هل تريد أن تسافر بها أو لا، فأنت ضيف على وزارة الكهرباء ويجب أن يكون الضيف مؤدباً يقبل كل ما يُقدم له. دخلنا إلى جوف الطائرة، يا لهول ما رأينا! وضع الكراسي غريب وشكلها أغرب وبعد الجلوس وكأنك مثل الذين يجلسون أمام ستات الشاي، ولو جاءت من تقدم لنا الشاي لما استغربت. كل شيء أمامك لا مثيل له في الطيران، والستائر كأنها ستائر حلاق في قرية بعيدة.
يا إخوانا ننزل أم نصمد؟ هذا هو السؤال الذي دار في ذهني، وربما أذهان الكثيرين، وإذا نزلت ألا تصنف بأنك لست شجاعاً؟ طيب توكل على الله وبالله هذا توكل أم عبط؟ وحلقت بنا الطائرة. وكانت طائرة فوكر جميلة قد سبقتنا، وصلنا بحمد الله قبل الفوكر ولكن يدنا فوق قلبنا لحدي ما وصلنا، ولم نتذكر أغنية الكاشف رحلة بين طيات السحاب أبداً. أول ما فكرنا فيه في الرجوع ألا نعود بهذه الطائرة، وقد كان أن حشرنا أنفسنا في الفوكر، طبعاً لا داعي لذكر أسماء الشركات المالكة لهذه الخرد، عفواً الطائرات القديمة، فقد يدخلنا في حرج معها وربما تقاضي في المحاكم.
بعد هذه المقدمة الطويلة نريد أن نسأل: هل من حق المسافر بالطيران معرفة نوع وعمر وصلاحية الطائرة التي سيسافر بها؟ السؤال موجه لسلطات الطيران المدني أولاً، وإذا لم تجب سنرفع الأمر عبر جمعية حماية المستهلك لأعلى. هل يعقل أن أدفع ثمن تذكرة السفر وأنا لا أعرف على أية طائرة سأسافر، وما نوعها، وكم عمرها. أليس في الأمر تدليس أن يدفع اثنان نفس المبلغ ويجد أحدهم نفسه أمام طائرة روسية قديمة كانت طائرة شحن حولها إخوان البنات إلى طائرة ركاب، أليس في هذا تشبيه ضمني بأن المسافر السوداني هو ذاتو عفش أو كارقو؟ ويجد الآخر نفسه أمام طائرة آيرباص جميلة وحلوة ولا تسمع داخلها إلا همس التكييف وابتسامة المضيفات؟
ثم ثانياً: هل كل هذه الطائرات الرابضة في مطار الخرطوم صالحة للاستعمال وطبق الشروط؟ إذا كانت الإجابة نعم، نقول إن هذه الشروط تحتاج مراجعة كبيرة ومقارنتها بشروط هيئات طيران مدني أخرى لنعرف أين تقف شروطنا، وأين تقف شروط الآخرين. يبدو أن بداية الخلل في أن بعض هذه الشركات المالكة لهذه الطائرات القديمة عصية على التحقيق وتطبيق القانون عليها، وإذا ما عُصرت غيرت اسمها ولون الطائرة والـ (logo) والمدير واستمرت كأن شيئاً لم يكن.
سلامة المواطن فوق كل هذه الفوائد الخاصة حتى لو تدثرت بثوب المصلحة العليا للبلاد، النتيجة واحدة الطائرة مواصفات ومن حق المستهلك أن يعرف على ماذا سيسافر، وله حق الرفض ولو بعد أن يدخل الطائرة، هذا سفر وليس رجالة سودانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق