الخميس, 22 آب/أغسطس 2013
عندما
تأتيك رسالة ممنْ له دكتوراة في التنمية الاقتصادية تشيد بالتمويل الأصغر
وتشيد بما كتبناه عن التمويل الأصغر، لا تملك الا ان ترفع قبعتك وتنحني كما
يفعل الخواجات؟ إليكم هذه الرسالة المسؤولة وشكراً د. علي محجوب عطا المنا
وكيل وزارة السياحة والآثار والحياة البرية.
الأخ الكريم/ أحمد المصطفى إبراهيم
سلام الله عليك
وبعد، فقد طالعت مقالكم المهم جداً في عمودكم المقروء «استفهامات» بصحيفة «الإنتباهة» بتاريخ الاثنين 19/أغسطس/2013م بعنوان التمويل الأصغر «كده صاح»، وأحمد لكم اهتمامكم بمتابعة نتائج ما تكتب وما تقترح. وتبين أن ما يخطه يراعك ليس أداءً للالتزام المهني بالكتابة اليومية، بل هو التزام وطني وفكري وأخلاقي بقضايا الوطن والمجتمع. وأتابع باهتمام كبير ما تكتب أنت والأخ الصديق البروفيسور عبد اللطيف البوني حول مشروع الجزيرة، وأنا لست من سكان الجزيرة أو مزارعيها، وذلك لما نعلمه ويعلمه الجميع من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمشروع ودوره في حياة المجتمع السوداني، ودعمه لموازنات الحكومات المتعاقبة إلى ما قبل سقوطه الأخير.
وأنا على قناعة تامة بأنه ليست في السودان مشكلة موارد إطلاقاً، وإنما تكمن العلة في كيفية إدارة تلك الموارد بالرؤية العميقة والتخطيط السليم. وما أثرته في مقالك حول توظيف تجربة التمويل الأصغر في ما هو أكثر فائدة انما هو ضوء في نفق الضياع الذي «حُشر» فيه ذلك المشروع العملاق مبنى ومعنى. التمويل الأصغر فكرة خلاقة لدعم الإنتاج وتوفير فرص العمل، ولكنه يكون أكثر فائدة إذا تم توظيفه لدعم القطاعات الإنتاجية القائمة التي كشفت عنها تلك التجربة المدهشة في مشروع الجزيرة، فتلك التجربة جعلت لنا أملاً في أنه من الممكن الإصلاح والنجاح إذا توفرت شروطه. والمساحة التي قامت عليها التجربة كانت محدودة والرجال الذين نفذوا تلك التجربة ربما كانوا فريقاً متجانساً آمنوا بفكرة النجاح وقبلوا التحدي وأخلصوا النية، فكان توفيق الله تعالى حليفهم. واقترح أن يكون التوسع في المساحة بذات قواعد التجربة وحيثياتها بالتدرج، وأن يتأكد القائمون عليها بتوافر شروط النجاح في كل خطوة، لأن التجربة مع حداثتها تحتاج إلى التركيز. وتحتاج إلى ذات الصنف العنصري البشري وذات التصميم والإرادة والعزم على النجاح. وتحتاج إلى تدريب العناصر البشرية الجديدة على التجربة وعوامل نجاحها والايمان بمقاصدها، وتحتاج إلى قرار حاسم ليوقف تعارض المصالح الشخصية مع المصلحة العامة، واعداء النجاح كثيرون. والأستاذ إسحاق أحمد فضل الله يكتب كثيراً عن وأد التجارب الناجحة ومصلحة البلاد والعباد فوق الجميع.
كاتب هذا المقال أحد المهتمين بقضايا التنمية الاقتصادية في السودان ومشكلاتها وكيفية النهوض بها، وقد استشعر الآن رجاءً في القلوب أن يتعافى ذلك الصرح الشامخ ويعود عطاءً ورخاءً، وتمنى ذلك لأهل الجزيرة واقتصادها ومجتمعها، وقد كشف لنا مقالك المخبوء عن ذلك النجاح الواقعي والعملي بعيداً عن التنظير الذي لا يشخص العلل على حقيقتها فيكون العلاج غير مناسب للمرض. وواضح جداً من تلك التجربة أن المشكلة تمكن في الإنسان ومدى جديته وإرادته وتصميمه وعزمه على النجاح، واتباع كل وسائله بتجرد بعيداً عن كل ما يكون سبباً للفشل.
وأكرر سعادتي بذلك النجاح لأنه أعطانا أملاً في المستقبل، وأتمنى منك المتابعة والتقويم، وستكون تلك التجربة إماماً يقتدى في أعمال أخرى.. ووافر شكري وعرفاني لأولئك الجنود المجهولين القائمين على أمرها.
د. علي محجوب عطا المنان
دكتوراة في التنمية الاقتصادية
الأخ الكريم/ أحمد المصطفى إبراهيم
سلام الله عليك
وبعد، فقد طالعت مقالكم المهم جداً في عمودكم المقروء «استفهامات» بصحيفة «الإنتباهة» بتاريخ الاثنين 19/أغسطس/2013م بعنوان التمويل الأصغر «كده صاح»، وأحمد لكم اهتمامكم بمتابعة نتائج ما تكتب وما تقترح. وتبين أن ما يخطه يراعك ليس أداءً للالتزام المهني بالكتابة اليومية، بل هو التزام وطني وفكري وأخلاقي بقضايا الوطن والمجتمع. وأتابع باهتمام كبير ما تكتب أنت والأخ الصديق البروفيسور عبد اللطيف البوني حول مشروع الجزيرة، وأنا لست من سكان الجزيرة أو مزارعيها، وذلك لما نعلمه ويعلمه الجميع من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمشروع ودوره في حياة المجتمع السوداني، ودعمه لموازنات الحكومات المتعاقبة إلى ما قبل سقوطه الأخير.
وأنا على قناعة تامة بأنه ليست في السودان مشكلة موارد إطلاقاً، وإنما تكمن العلة في كيفية إدارة تلك الموارد بالرؤية العميقة والتخطيط السليم. وما أثرته في مقالك حول توظيف تجربة التمويل الأصغر في ما هو أكثر فائدة انما هو ضوء في نفق الضياع الذي «حُشر» فيه ذلك المشروع العملاق مبنى ومعنى. التمويل الأصغر فكرة خلاقة لدعم الإنتاج وتوفير فرص العمل، ولكنه يكون أكثر فائدة إذا تم توظيفه لدعم القطاعات الإنتاجية القائمة التي كشفت عنها تلك التجربة المدهشة في مشروع الجزيرة، فتلك التجربة جعلت لنا أملاً في أنه من الممكن الإصلاح والنجاح إذا توفرت شروطه. والمساحة التي قامت عليها التجربة كانت محدودة والرجال الذين نفذوا تلك التجربة ربما كانوا فريقاً متجانساً آمنوا بفكرة النجاح وقبلوا التحدي وأخلصوا النية، فكان توفيق الله تعالى حليفهم. واقترح أن يكون التوسع في المساحة بذات قواعد التجربة وحيثياتها بالتدرج، وأن يتأكد القائمون عليها بتوافر شروط النجاح في كل خطوة، لأن التجربة مع حداثتها تحتاج إلى التركيز. وتحتاج إلى ذات الصنف العنصري البشري وذات التصميم والإرادة والعزم على النجاح. وتحتاج إلى تدريب العناصر البشرية الجديدة على التجربة وعوامل نجاحها والايمان بمقاصدها، وتحتاج إلى قرار حاسم ليوقف تعارض المصالح الشخصية مع المصلحة العامة، واعداء النجاح كثيرون. والأستاذ إسحاق أحمد فضل الله يكتب كثيراً عن وأد التجارب الناجحة ومصلحة البلاد والعباد فوق الجميع.
كاتب هذا المقال أحد المهتمين بقضايا التنمية الاقتصادية في السودان ومشكلاتها وكيفية النهوض بها، وقد استشعر الآن رجاءً في القلوب أن يتعافى ذلك الصرح الشامخ ويعود عطاءً ورخاءً، وتمنى ذلك لأهل الجزيرة واقتصادها ومجتمعها، وقد كشف لنا مقالك المخبوء عن ذلك النجاح الواقعي والعملي بعيداً عن التنظير الذي لا يشخص العلل على حقيقتها فيكون العلاج غير مناسب للمرض. وواضح جداً من تلك التجربة أن المشكلة تمكن في الإنسان ومدى جديته وإرادته وتصميمه وعزمه على النجاح، واتباع كل وسائله بتجرد بعيداً عن كل ما يكون سبباً للفشل.
وأكرر سعادتي بذلك النجاح لأنه أعطانا أملاً في المستقبل، وأتمنى منك المتابعة والتقويم، وستكون تلك التجربة إماماً يقتدى في أعمال أخرى.. ووافر شكري وعرفاني لأولئك الجنود المجهولين القائمين على أمرها.
د. علي محجوب عطا المنان
دكتوراة في التنمية الاقتصادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق