الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

كبري السليم دنقلا

كدت أن أكتب "فول السليم دنقلا" ولكني أستحييت فما بالسليم ودنقلا أكبر من الفول رغم أن الفول صار رقماً في المائدة الشعبية لا يمكن تجاوزه (الشعبية بس؟ ، لقد شاركت وزيراً يوما ً فطور فول لا ينسى) .

لا أنسى يوم زرت دنقلا في وفد لإفتتاح مدينة طلابية من مدن الصندوق القومي للطلاب وكان المُفتتح هو نائب رئيس الجمهورية الأستاذ/ على عثمان محمد طه وكانت المدينة في مدينة السليم على ضفة النهر الآخر من دنقلا ، وكيف كان النهر هائجا إذ كان ذلك في أغسطس 2006 منظر البنطون والتزاحم عليه لدرجة "تحن" على البنطون وسائقه مما في إنتظارهم من سيارات تنتظر العبور وكيف كان منظر الشيخ أحمد على الإمام والشيخ يوسف على وشخصي الضعيف في مقدمتة وهو يتهادى في عرض النهر .

ما فعله البنطون في ذلك اليوم جيئة وذهابا" لساعات سيعبر على الكبري الآن في دقائق ( هذا إذا لم تنصب على جنبتيه نقاط شرطة مرور) .

نفرح بكل جديد ونفرح أكثر للطرق والجسور وقبل ذلك المياه. فرحنا بالكبري والطرق ليس تكملة لأدوات الترفيهية لكنها بنية تحتية فعلية كبري السليم / دنقلا بالذات هو رابط حقيقي لشمال السودان بوسطه ولشمال السودان بمصر .. اليوم فقط حلفا دنقلا لم تعد رحلة مغامرة خوفاً من أن تبتلعك الصحراء أو سيبتلعك النهر .

غداً تصبح السليم ودنقلاً كبحري والخرطوم ولك أن تتخيل مقدار النماء الذي سيحدثه هذا الكبري والمدن التي يربطها ، يصبح زينة للنهر مع إخوانه كريمة/مروي "أم الطيور / العكد ، المتمة، وكباري الخرطوم .

الرئيس بإفتتاحه لهذا الكبري فتح أبواباً للنماء وفرحاً وسروراً على الوجوه "وإن كضب الله الشينة" ستصل محاصيل كثيرة بسعر زهيد وفي وقت أسرع للعاصمة ،وبدورها العاصمة ستتنفس الصعداء من الهجرة الطوعية التي ستمارسها كثيرا" من أسر الشمالية بالخرطوم حيث إزدحام المنازل بالنازحين ويقال أن عدة أسر تتشارك في مساحات ضيقة بالكلاكلات والحاج يوسف وأطراف العاصمة ، هؤلاء سيعودون إلى حيث المساحات الواسعة والخضرة الدائمة ، وهذا مع الكهرباء والطرق والإتصالات لن يبكوا على شئ فقدوه في الخرطوم .

إن كان من كلمة أخيرة فإن الذي يريد تنمية عليه بتوفير الأمن قبل القروض فربنا عز وجل ربط الأمن بالطعام "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" .

يا من يشكون التهميش وعدم التنمية شاركوا في تأسيس الأمن وليس تقويضه لتنعموا بالتنمية .

ترى كم من ملايين الدولارات نثرت في أرض حيران "أبو هاشم" في زمان الإنقاذ؟؟.

ليست هناك تعليقات: