الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

رائدات: فاطمة أحمد إبراهيم

نحن من جيل تربى على أن الشيوعية عيب ورديف لقلة الأدب والولد الشيوعي مارق على سلطة الوالدين وغير مربى. هذا الولد فكيف بالبنت؟ كنا صغاراً يوم كانت فاطمة أحمد إبراهيم أول برلمانية تجالس الرجال كتفا بكتف وتتلقى الهمز واللمز من خصومها السياسيين ( وأخص المحجوب بصوته الجهوري ولغته المميزة) وكنا نسمع بعض ذلك من الراديو وسيلة الإعلام الأكثر انتشارا في ذلك الزمان مع الصحف.
تقدم العمر وتغيرت مقاييس كثيرة وتفتحت العقول – إلى حدٍ ما – وما عدنا نرى بعيون الآخرين ولا نسمع بآذانهم ولسنا طائفيين ولا صوفية حتى نحكم بحكم السيد أو الشيخ أو الإمام.
لا يعني ذلك أن الشيوعية صارت عندي فكراً محترماً بنسبة كبيرة فهي أيضا فكرة رجل ساق الناس إليها كما الأنعام. غير أني لا ادمغ كل الشيوعيين بختم واحد، فيهم كل أصناف البشر المهذب والمثقف والطائش والصعلوك والسكير والورع ( وهنا بيت القصيد اليوم).
قدمت قناة الجزيرة حلقة من برنامج رائدات مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم حكت فيها تاريخ نضالها ( طبعا سيرة ذاتية من طرف واحد بمعنى لم تذكر إلا الوجه الذي تراه مفخرة لها ) ومنه رفضها ان تصبح وزيرة بالتعيين من النميري ولكنها قبلت اليوم أن تصبح عضو مجلس وطني بالتعيين.
تابعت الحلقة بحنين للماضي وصور السياسيين القدامى تترى على الشاشة ومأساة الشفيع أحمد الشيخ ذلك الذي عقبناه على سجن كوبر في 1973 م ثورة شعبان وقرانا ما كُتب على جدران زنزانات القسم الشرقي (في الحقيقة هو حفر وليس كتابة).
سمعنا في حلقة رائدات كيف أن فاطمة عاهدت زوجها أن لا تتزوج رجلاً بعده وتعهدت بتربية أحمد – ابنهما - خير تربية واحسب انها أوفت بالعهد ولكن مدى شرعية عدم زواجها من رجل بعده؟ هذا ما لا تُسال عنه شيوعية؟
صراحة الحلقة ممتعة جداً ولكن أمتع ما فيها في نظري - وهو الذي دفعني للكتابة - ورع هذه المرأة التي رفضت ان تحج من المال العام .يوم عرض عليها اتحاد المرأة او البرلمان أن تحج .هذا الرفض رفع عندي صدق هذه المرأة لدرجة كبيرة كيف لا وهي أخت صلاح .من أين لهذه المرأة هذا الورع؟ من تربية البيت أم من تربية الحزب أرجح تربية البيت لأن في الحزب من أكل ناقة صالح والأحزاب لا تربي.
بالله كم من المشايخ ذوي اللحى الطويلة حج من المال العام؟؟؟؟؟؟؟ وكم منهم بنى من الحج بيوتا؟؟؟؟
ورعةٌ أنت يا فاطمة وليقس كل حاج من المال العام ورعه بورع فاطمة.
نسال الله لنا ولك يا فاطمة حسن الخاتمة.

ليست هناك تعليقات: