الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

سهرة تلفزيونية فريدة

ما أن يقترب عيد إلا ويتبارى معدوا البرامج التلفزيونية في السباق على كبار الفنانين ليعدوا معهم السهرات النادرة – هذا يوم كانت القناة وحيدة والبث ارضي. وكثير من هذه السهرات كانت حكرا على الكبار مثل الأستاذ الكابلي والأستاذ محمد وردي والأستاذ محمد الأمين ( كل واحد يرتب حسب ما يعجبه).

غير أن جديد هذا العيد سهرة رائعة من نجوم حقيقيون نجوم لا يبحثون عن النجومية ولا يبحثون عن معجبين.السهرة التي انا بصدد الحديث عنها حضرت إعادتها قبل صلاة الفجر وكانت مع المقرئين لكتاب الله الحافظين له ونسأل الله ان يحفظهم. السهرة كانت من تقديم الرائع عمر عايس والمشايخ الزين محمد احمد ذالكم الرجل الذي جعل موجة fm 105 إذاعة القرآن الكريم القاسم المشترك لكل أجهزة الراديو وخصوصا في السيارات ما من سيارة الا 105 واحدة من محطاتها المخزنة هذا إن لم تكن الوحيدة عند بعضهم.

الشيخ الزين محمد أحمد إمام مسجد سيدة سنهوري الذي رايته لأول مرة في هذه السهرة يتمتع بقبول جاذب وأضاف عليه تواضع وسعة أفق.عندما سأله مقدم البرنامج عن الملكية الفكرية أذهلني بقوله انه ملكية فكرية للجميع من أراد أن يسجل من أراد أن يوزع الأمر متاح للجميع ( هذا رجل يؤمن بان الرزق من الله وليس شطارة وقانون).

الشيخ جبريل شوقار إمام مسجد القصر يبدو عليه - رغم وقار الشيوخ -المرح وروح النكتة كيف لا وقد حفظ القرآن في جزيرتنا الخضراء. ويأتي الشيخ عبد القادر الفادني والشيخ الفاتح محمد عثمان.أما الشيخ صالح أحمد صالح القادم من شمال كردفان فقد سيطر على السهرة بذكائه وخفة دمه - إن جاز التعبير وسمح المقام - وإطلاعه الواسع.

من اللافت في هذه السهرة أن واحدا من الشيوخ طلب من المغنين ان يستغلوا حلاوة أصواتهم في ترتيل القرآن وكانهم اجمعوا على ان أقرب الفنانين لذلك الأستاذ محمد الأمين وتخللت السهرة تكبيرات لمحمد الأمين وهو في مصلى العيد وكان صوتا قويا كالعادة ( قبل الفتح وبعد الفتح).

روعة السهرة تكمن في أن الغناء ليس سيد الموقف دائماً والفنانون ليسوا النجوم الوحيدون الذين يمكن أن ينتظرهم الناس في الأعياد.متعتي بهذه السهرة لا تقل عن اية متعة لسهرة مع الكابلي.

نكات هذه السهرة ذكرتني تريقة الشيوعيين على الإسلاميين يوم كنا طلاباً ويتهمونهم بالسذاجة وخصوصا في التنكيت ومن ذلك. ويضرب الشيوعيون مثلاً بهذه النكتة الكيزانية ( واحد عايز يصلي العصر صلى الظهر ) ويضحكون.

إن كان في تلفزيوننا الحبيب وحدة تقييم ورصد ها أنا اعبر نيابة عن كثيرين بنجاح هذه السهرة.
السبت 26/9/2009 الحرة

ليست هناك تعليقات: