التعليم الذي بين أيدينا غير مواكب ( وهذه اسم الدلع لمتخلف) كما الزراعة وبعض الصناعة . والتعليم الذي نبحث عنه أو الذي هو في رؤوسنا كتربويين حديثين بيننا وبينه أمد بعيد. لذا لا يمنعنا طموحنا أو أحلامنا بان ندلي بدلونا في ما هو كائن من التعليم الذي بين أيدينا.مثلنا في ذلك مثل من يسكن بيتاً من جالوص وله ارض في حي راقٍ لا يستطيع بناءها على طراز الحي الراقي وإلى أن تسمح إمكاناته لن يمسك يده عن ترميم بيت الجالوص الذي يسكنه.
بعد هذه المقدمة أريد أن أسال هل ما بين أيدينا من تعليم في تطور ام لانحدار وما السبب؟ قبل أن أتلقى إجابة لهذا السؤال سأقف عند واحدة من مكونات التعليم وهو لوقت قريب أهم مكونات العملية التعليمية واعني المعلم.
كان المعلم يُختار اختيارا نوعيا مميزاً . نحن من جيل كانت فرص التعليم فيه ضيقة لذا تعرضنا لعدة تصفيات بين كل مرحلة وأخرى يتقدم المئات ولا يدخل المرحلة التالية إلا أحسن أربعين من الأولية للوسطى وتتكرر التصفية بين المرحلة المتوسطة والثانوية وقمة التصفيات بين المرحلة الثانوية والجامعة الوحيدة ( الجميلة ومستحيلة) بهذه المقاييس كل المتقدمون إليها هم خلاصة متميزة .رغم ذلك كانت معرفة القائمين على الأمر لأهمية المعلم كبيرة ووضعوا المغريات ليدخل كلية التربية خير هذه الخلاصة لأن المعلم المميز يسد كثير من الثغرات.
كان الحافز لدخول كلية التربية وقبلها معهد المعلمين العالي أن يدخلها الطالب موظفاً في الخدمة المدنية بكامل مخصصات الوظيفة راتب وترقيات لذا كان يتقدم إلى كلية التربية ( الوحيدة) خيرة الطلاب طلبا لهذا الحافز المادي ولم تكن كلية التربية كلية من لم يجد كلية غيرها بتدني نسبته كما هو الحال اليوم، عشرات من كليات التربية الآن يمكن دخولها بنسبة 50 % ممن لم يتعرضوا لأي تصفية ترى كيف يعلم هؤلاء أجيال الغد؟ ألسنا نخرب بيوتنا بأيدينا؟؟؟
أليس هذا دمار وظن أكثر من دمار الحروب،الحروب تحطم حيطاناً وجدر يمكن إعادتها ولكننا – ما لم نلتفت – ندمر الإنسان وما أدراك ما دمار الإنسان؟!
الحل عندي هو ان نلتفت لهذه الكليات التفاتة كاملة بدأً من نوعية الطلاب المتقدمين إليها حيث نعيد مسألة التوظيف كحافز سيكون كبيرا نسبة لندرة الوظائف للخريجين في هذا الزمان حتى لأكثر المهن جاذبية – الطب.فما بالك إذا ضمنت للطالب وظيفة معلم من أول سنة جامعية قطعا سيتقدم لكليات التربية خيرة المتقدمين وهنا نكون قد ضمنا أهم عنصر في بيت الجالوص (المرق).
بعد ذلك نلتفت الى ما بداخل كليات التربية ونكمل كل نقصها الفني واللوجستي حتى نُخرج معلماً متدرب قادر على تعليم أجيال الغد وهم رأس المال الذي به تبنى الأوطان.
من أقوال البروفسير مندور المهدي – الأب- رحمه الله: إذا كانت دراسة كلية الطب ست سنوات يجب أن تكون كلية التربية 10 سنوات لأن الطبيب حين يخطئ يقتل واحدا ولكن المعلم حين يخطئ يقتل أربعين.
الحمد لله الذي اختاره لجواره قبل أن يرى حال كليات تربية هذا الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق