بسم الله الرحمن الرحيم
يقر التربويون أنه من أكبر معضلات التربية مراعاة الفروق الفردية. ولمن لا يعرفون هذا المصطلح
التربوي نقول يتفاوت الناس في مستوى استيعابهم وسرعة ذلك. فمن الناس من يفهم فوراً
ومنهم من يحتاج الى برهة من الوقت ويتدرج الأمر الى أن تصل الى القاع وهو قطعا ليس
صفر إلا عند الدواب.
إذ ليس من العدل أن ينتظر الاذكياء الذين فهموا في لحظة أولئك الذين
يفهمون في خمس دقائق مثلاً، ونكون أضعنا على الاذكياء خمس دقائق انتظار من عمرهم
النفيس دون ذنب جنوه. وطريقة التصنيف أو
وضع كل مجموعة متجانسة في مكان أيضاً غير تربوية. ورمى التربويون كل هذا على
المعلم الناجح وكانوا يضربون لنا مثلاً بمعلم الرياضيات الذي كان يقسم السبورة الى
قسمين هذا لمحجوب عبيد والنصف الآخر للفصل حتى يعطي محجوب عبيد، رحمه الله، ما
يتناسب وكبر عقله (للأسف كثير من طلاب الجامعات الآن لا يعرفون من هو محجوب عبيد).
مناسبة كل هذا
كانوا يحدثون قبل سنوات عن أزمة الماء في الخرطوم وكيف ان مواطني كثير
من أحياء الخرطوم يسهرون الليل في انتظار
قدوم الماء حتى يتزودوا منه وبعضهم يخاف ان ينام ويفوته السقي لذا كان بعضهم يضع
الخرطوش على صدره، ليصحو متى ما نثر الخرطوش الماء.
البارحة فعلت كما يفعل الخرطوميون في ذلك الزمان فسهرت من الواحدة
صباحاً حتى الثالثة صباحاً لأجد خدمة انترنت تفي بالغرض وتساعد في البحث.
آلمني الأمر شد الألم وقلت الى متى ضعف الشبكات وتخلفها والعالم ينحو
نحو الجيل الخامس ونحن مازلنا نتصارع ونتزاحم في الجيل الثالث؟
تقصيت ووجدت الإجابة المضحكة التالية أن هيئة الاتصالات وظناً منها
تحقيقا للعدالة يجب ان تبث كل شركات الاتصالات الأربعة خدمة 4G في وقت واحد وبعدين هل يسمى هذا تنافس شريف
كيف ينتظر الذكي الى ان يفهم الغبي وما ذنبه هل رأيتم في الصناعة تنافسا مثل هذا ؟
اليس هذا هو التنافس المعكوس والذي سيجعل الفاشلين مستمتعين بفشلهم
لأنهم أجبروا الناجحين ان يبقوا معهم في نفس الحفرة وهم يضحكون؟
من شركات الاتصالات من هو جاهز لإطلاق الخدمة الآن ومنهم من يريد شهرا
ومنهم من يريد سنة هل ننتظر من يريد سنة لإطلاق الخدمة؟!
ما هذه الابوة القاسية من هيئة الاتصالات على هذه الشركات؟ هيئة
الاتصالات هل لها فلسفة تريدنا ان نتخطى الجيل الرابع في انتظار الجيل الخامس حتى
نبدأ من حيث وفق الناس (ههههههههه كما يقول جماعة الواتسب).
ليس من العدل ان تنتظر الشركات الجاهزة الشركات العاجزة أو المتخلفة
او المتأخرة إذا اردنا عدم التجريح. أطلقوا خدمة 4G وفكوا هذا الاحتقان الذي يشبه حبس البول.
اسحبوهم الى أعلى ولا
تجروهم للوراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق