الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

الطب إلى أين؟

24-12-2015
بعد إعلان في الصحف يهنئ د. كمال عبد القادر بتخريج أول دفعة من أخصائيي الطوارئ وعددهم 14 أخصائياً، حيث الفكرة والدعم كنا من د.كمال يوم كان وكيلاً لوزارة الصحة.
تبادلت مع د.كمال الرسائل بالواتساب وهذا نص ما دار.
أنا: الأخ د. كمال نبارك تخرج أخصائيي الطوارئ. هل تضمن أن يبقوا في (هذا) السودان؟
د. كمال: تحياتي يا أستاذ أحد الزملاء اختصر المسألة وقال لي نهنئ المملكة العربية السعودية بتخريج 14 أخصائي طوارئ سوداني.
بعيداً عن المزح والدعابة ألا ترون أن هجرة الأطباء خاصة والكفاءات عامة مؤشر خطير يحتاج الوقوف عنده؟
طائراتنا تحمل الأطباء إلى السعودية والأمارات وسلطنة عمان وتحمل المرضى إلى مصر والأردن وأحياناً إلى ألمانيا.
عشرات كليات الطب وهَم كل متخرج العمل خارج البلاد منهم من يهاجر طبيباً عاماً، ومنهم من ينتظر التخصص حتى يهاجر بوضع أحسن.
مستشفياتنا تشكو النقص الحاد خصوصاً الحكومية والمستشفيات الخاصة يتناوب عليها من لا يستطيعون الهجرة لظروفهم أو ممن أمضوا في المهاجر ما يكفي وتجدهم مشتتون بين هذه المستشفيات والعيادات الخاصة.
ليس هناك مرفق طبي مكتمل إلا ما رحم ربي، وإذا حاولت أن تحسن الظن بهم وأردت العلاج قد لا يسعفك الزمن الطبيب في مكان والمعمل في مكان والأجهزة الحديثة محتكرة وصف انتظارها طويل.
أشك في وجود مرفق صحي محترم يحترم آدميتك ووقتك وتجد فيه كل مصفوفة المنظومة الطبية.
هذا دون أن نتحدث عن البيئة. أحد الأصدقاء أصيب في عينه وعرضها على أطباء الخرطوم وبعدهم سافر إلى القاهرة. وسألته ما الفرق الذي وجدته في العلاج بين القاهرة والخرطوم.
كان رده نفس التشخيص ونفس العلاج فقط الفرق أن عيادة الطبيب هنا لتصل إليها ستمر على شارع متسخ ورصيف فيه بائعات الشاي والعيادة في عمارة سلمها ضيق وقد يكون متسخاً والشارع الذي أمامها بينه والصحة قرون عدداً، وكي تصل المعمل مشوار لا يقل بهدلة عن العيادة وقد تجد من يقوم بالواجب أو تجده في غياب لمناسبة اجتماعية.
وبعد كل انعدام الخارطة تجدهم يتحدثون عن السياحة العلاجية في السودان وينتظرون أن تأتيهم دول الجوار الأفريقي للعلاج هنا؟.
هل يمكن تدارك الأمر أم هناك تقاطعت مصالح تتغذى على هذا الواقع الأليم. هل يمكن أن يكون للأمر مجلس أعلى ينظر في أمر الصحة والعلاج مبنى ومعنى مجلس أعلى يضم وزارة الصحة الاتحادية والمجلس الطبي ومجلس التخصصات الطبية ومجلس المهن الطبية ونقابة الأطباء واتحاد الأطباء ووزارة البيئة ووزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم. يضع الضوابط لكل صغيرة وكبيرة حتى الحد الأقصى للساعات التي يمكن أن يعملها الطبيب ويضع الأسعار لكل عمل طبي (إن شاء الله بالدولار) ويحدد أماكن مقنعة ونظيفة في أماكن محترمه تقنع المريض والزائر أن هنا مرفقاً طبياً. إذ لا تكفي نظافة المرفق نفسه إن كان شارعه سيئاً ويعج بالغبار والباعة والذباب والبعوض.
العجيب أن المستشفيات الخاصة في ازدياد والأطباء في تناقص!.

ليست هناك تعليقات: