23-12-2015
|
إذا دخلت محلاً تجارياً واستغربت سعراً أرجوك ألا تسأل السؤال الذي حفظ الكل إجابته ليه يا أخ أمس ما كان السعر كذا وستأتيك إجابته وهي: انت ما تشوف الدولار بقى بكم؟ تأتيك هذه الإجابة حتى من بائعات الشاي. تجارنا يرفعون أسعارهم مع ارتفاع الدولار لا بل ويتحوطون لسعره لعدة أيام قادمات مثلاً إذا كان السعر اليوم 5 جنيهات والدولار ارتفع ليصبح عشرة دولارات، أقول مثلاً، فإنه يبيعك السلعة وكأن سعر الدولار 15 جنيهاً تحوطاً للقادم الأسوأ. هذا هو السوق وبالمناسبة إذا نزل الدولار (وهذا كان زمان أيام الودائع المليارية (سمعنا بها ولم نحس بها) ويبدو أنها بنج حكومي يؤثر أثراً بسيطاً ويفك بسرعة ليعود الألم إلى السوق بعد أن يكتشف أن لا ودائع ولا يحزنون. إذا ما نزل سعر الدولار لا تنخفض الأسعار وإذا ما زاد سعره شعلل السوق كلها من له صلة بالدولار ومن ليس لديه صلة. دعونا من السوق هذه الحكومة وبكل علماء اقتصادها وخبراء اقتصادها هل هي صادقة عندما تزيد المعاشات 100 جنيه؟ الحد الأدنى للمعاشات السنة الماضية 425 جنيهاً. تعادل 65 دولارا تقريباً الآن بعد أن ادعت الحكومة أنها زادت الحد الأدنى للمعاشات 100 جنيه وأصبح 525 جنيها وهذه تعادل 43 دولارا (ما يجي موظف مالية ويقول لي عملتنا الرسمية الجنيه ونحنا نفتكر كده عملنا العلينا. بالله!) السوق يحسب على هذا الدولار بأسعاره (الأرنبية المتناططة). ولا يعرف الجنيه إلا الذين لا ناقة لهم في الاقتصاد وهم أصحاب التجارة البكماء ذلك الدرس في المطالعة الأولية زمان. طبعاً لا أنتظر من وزير المالية أن يقول للمعاشيين يا اخوانا نقصنا ليكم معاشاتكم من 65 دولارا الى 43 دولاراً (رغم أنهم لا يجيدون التظاهر والاحتجاج وهم من يختمون خطاباتهم دائماً بعبارة: أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن) ولكن في مجالسهم الخاصة واجتماعاتهم التي تناقش معاش الناس أتمنى أن يصارح التنفيذيون بعضهم بعضاً وأن يكونوا شفافين ويقولوا ذلك. ويكون جميلاً لو زادوها إن هذا المعاش المقدم لأسرة لمدى شهر هو ثمن وجبة غداء واحدة فقط في بعض مطاعم الخرطوم التي تسمى الراقية. يا سادتي إذا لم يعرف الناس الاقتصاد فإنهم يشعرون به في بيوتهم وفي داخلياتهم وطرقاتهم وطعميتهم وفولهم وعدسهم. قناعتي أننا صرنا مجتمعين لا رابط بينهما أبدأً مجتمع دولاري ومجتمع جنيهي وكلٌ في وادٍ يمتص المجتمع الدولاري بسرعة شديدة المجتمع الآخر يمكن ان تكون رضاعة منهكة وبعد قليل لن يجد ما يمصه أو لا يجد الثدي الذي منه كان يرضع. لكم الله يا محدودي الدخل في بلادنا. يا معشر السودانيين من استطاع منكم الهجرة فليفعل. |
الأربعاء، 30 ديسمبر 2015
السوق لا يعرف الجنيه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق