الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

قطار الخرطوم الأبكم

16-12-2015
( صَفِّر) فعل الأمر المشدد هذا كنا نقرأه ونحن صغار حينما نمر بتقاطع السكة حديد التي أمام القرية وهو مكتوب بخط جميل وواضح على لوحة أسمنتية معلقة على عمود من الحديد. الآن يمكنني أن أقول عمر هذه اللوحة اليوم أكثر من مئة سنة.
هذه اللوحة ومثلها مئات كانت ترشد سائق القطار بأن أمامه تقاطع وعليه أن يطلق صفارة طويلة تسمع على بعد عدة كيلومترات كنا نسمعها يومياً عدة مرات يوم كانت هناك سكة حديد، هذه الصافرة تنبه الناس على الابتعاد من خط القطار ذلك لصعوبة توقيفه في أي لحظة فهو ليس كما السيارات اليوم (طبعاً السيارات الأولى في عشرينات القرن الماضي لم تكن لها فرامل بل كان يتقدمها رجل يحمل جرساً ليبعد الناس عن طريقها دنيا).
اليوم حشفٌ وسوء كيلة، قطارات قليلة وحركتها محدودة ولا نظام لها ولا يعلم إلا الله متى تحضر ومتى تغيب. بالمناسبة في متحف بمدينة سواكن (متحف خاص نسيت اسم صاحبه الآن) جمع فيه أشياء فريدة وجميلة ومن جملة ما رسخ في الذاكرة الجدول الزمني لحركة القطار وأمام كل محطة أو سندة موعد الوصول وموعد التحرك، تاريخ الجدول الزمني 1914م.
في تقاطع شارع المك نمر مع السكة حديد توجد حواجز لحجز السيارات لحين مرور القطار أو يوجد شخص يحمل راية يوقف بها السيارات معلناً قرب موعد القطار. ورغم ذلك حدثت عدة حوادث بين القطار والسيارات ودائماً التخطي سائق السيارة.
غير أن المؤلم بحق حركة القطار جنوب الخرطوم حيث شريط السكة حديد الموازي لما يعرف بطريق (الهوا) هناك عدة تقاطعات لشوارع متعامدة مع طريق الهواء السريع والعمودي على أحد المتوازيين عمودي على الآخر. أعني أن هذه الشوارع تتقاطع مع السكة حديد ولا تطلق صافرة ولا يوجد شخص مختص يحمل راية او صافرة ينبه الناس. وكثرت حوادث هذا القطار في جنوب الخرطوم مما يعرض الناس وممتلكاتهم للخطر . وسمعت أن واحداً منها وربما أكثر أبكم أي لا صفارة له ولا بوري (السكة حديد ما عندها شرطة مرور تفحص هذه القطارات قبل تحركها؟).
هذه قطارات محدودة وشوارع بعدد أصابع اليد الواحدة لم نجد من يحقق السلامة فيها والضرر في تصاعد هل هانت النفس البشرية على إدارة السكة حديد لهذا الحد؟ هل هناك شخص مسؤول عن هذا التنبيه ومربوط مع سائق القطار او المحطة بموبايل وهو متسيب؟ أم الأمر لا يستحق (شنو يعني لو القطار كل يوم دهس عربيتين تلاتة كلها فيها كم شخص) ؟
الغريب واحد من هذه التقاطعات عند طريق الهوا مع تقاطع شارع افريقيا او شارع المطار (أسماء الشوارع ليس متفقاً عليها مثل الحوار الوطني) ترابط فيه رباطاً دائماً شرطة مرور وقبل يومين دهس القطار سيارة على أمتار منهم ألا يمكن أن يحدث تنسيق بين الشرطة والسكة حديد.

ليست هناك تعليقات: