الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

خربانة من كبارها

 03-12-2015
إذا ما اكتشف الشباب أن عميد أسرتهم الذي يستقون منه الحكمة ويخافونه ويرجون نصحه إذا ما وجدوه يوماً ثملاً مرمياً على الأرض من فرط شربه تلك الليلة وفضحه الصباح الذي لم يحسن تقديره. كيف سيكون إحباطهم وخيبة أملهم فيه.
أوردت صحيفة الصيحة هذه يوم الثلاثاء خبراً مفاده: البرلمان يشرع في التحقيق حول قضية سفر 40 من أعضاء الهيئة القومية التشريعية (هذه معناها المجلس الوطني ومجلس الولايات. من عندي :عديم الشغلة) يقود الوفد عمر سليمان رئيس مجلس الولايات لحضور اجتماعات مجلس حقوق الإنسان للدورة الثلاثين.
وأجمل ما في الخبر أن هذا التحقيق يأتي بعد الانتقادات التي وجهها العضو المستقل أحمد صباح الخير الذي اعتبر سفر الوفد بلا أعباء محددة إهدارا للمال العام. وزاد أن أعضاء الوفد انصرفوا لبعض أغراضهم الخاصة كمراجعة الأطباء وزيارة أبنائهم وذويهم بل بعضهم زار دولة النرويج للقاء خاص. ولم يقدموا ندوة ولا شاركوا في نقاش.
عزيزي القارئ ابلع حبة الضغط ثم واصل خوفاً عليك من جلطة مفاجئة.
بالله هذا هو المجلس الوطني الذي كنا ننتظر منه إصلاح الأخطاء بالتشريع والمحاسبة؟؟
كيف سافر كل هذا العدد؟ من حدد المسافرين؟ ولماذا؟ وما مهمة كل منهم؟ من قام باستخراج التذاكر وهل خرجت كلها دفعة واحدة أم على دفعات ولكل إجابة ما بعدها؟ ميزانية المجلس الوطني أو مجلس الولايات هل هي ميزاية مفتوحة كميزانية الحرب؟ وهل تدار دون علم الرئيس؟ (بافتراض أن بروفسور إبراهيم رجل صارم ولا يرضى اللعب والكلام الفارغ وهذا ما نسمعه عنه يعينه بعد الله على ذلك علمه وعمره.)السيد رئيس البرلمان هل كان يعلم بضخامة الوفد ؟ أم تفاجأ مثلنا بعد إثارته من النائب المستقل صباح الخير(فعلاً صباح خير).
من يقرأ مثل هذا الخبر وهذه الجريمة في حق الوطن وفد من أربعين شخصا لاجتماع الجمعية العالمية لحقوق الإنسان؟ أليس هذا أول خازوق ودليل لا يقبل النقاش أن حقوق الإنسان السوداني في خطر حيث يمثله 40 عضواً؟ يسافرون ويأكلون ويشربون من المال العام ليقابلوا أولادهم وذويهم ويمروا على النرويج! يا ربي النرويج كم كان عدد ممثليها في دورة حقوق الإنسان هذه!
صراحة هذا الوضع يعني أن كل ميزانيات البلاد سائبة وفي يد السياسيين يصرفونها كما يشتهون في ملذاتهم ورحلاتهم ومص خزينة الدولة بقوة عين والأسوأ هذا أن يحدث بحجة معالجة أخطاء سابقة وكل خطأ يحل بعدة أخطاء.
بالله هل نخر اقتصاد هذه البلاد إلا سفر السياسيين بلا شغلة ومشغلة وكل يفعل ويسافر كما يشاء ومن ميزانية الدولة ونثريات بالدولار.(يقال إن نثريات السفر الخارجي بين 300 إلى 500 دولار في اليوم وفي رواية يورو).
(دقي يا مزيكة دقي).
سؤال كم كان عدد أعضاء السنة الماضية لنقارن ونسأل هل هو داء قديم أم مستجد.
دعونا نتفاءل ونقول نسأل الله أن يكون نتيجة هذا التحقيق تحجيم السفر في أضيق نطاق وأن يكون من نتائجه أن يعرض في الصحف خبر أي وفد مسافر كم عدد أعضائه كم يوماً مدة السفر ما هي مهمة كل عضو وبالتفصيل وعند عودة الوفد يُنشر تقرير كامل عن كل حركاته.
شبونة سلفنا عبارتك الأخيرة.

ليست هناك تعليقات: