الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

سذاجة التسويق..(يُغرّم)

 07-12-2015
إذا ما اتهمنا بعض الأخوة العرب بالكسل تضايقنا وإذا ما اتهمونا بعدم إدارة مواردنا كابرنا ونسرع نحصي عليهم من عيوبهم ما نؤمن به أو ما لا نؤمن به. ماذا لو اتهمونا بالفقر في فن العرض والتسويق؟.
لا أعني أن نضع على كل متجر أو معرض ممشوقات قوام أوعاريات نحور كما تفعل بنات الشاشات. فقط حسن استقبال وحسن تصرف وطلاقة وجه كافية لعودة الزبون مرات ومرات.
أريد أن أذكر واقعة حدثت في أرقى أحياء الخرطوم، الخرطوم المدينة وليس الولاية إذ بالولاية حي وهو أكثر أحياء الخرطوم جمالاً وبهاء وغلاء أرض كما نسمع. في ذلك الحي بناية من عدة أدوار أربعة أو خمسة تقريباً (من الزعل ما عديت عدد الأدوار) مقسمة إلى عدد من الشقق المفروشة وعلى مستوى عال جداً من التأثيث وسعرها مضاعف اليوم 450 جنيهاً، ومدخل جيد ومصعد كهرباء رحيب، وحديقة أمام المبنى بها طاولة كبيرة وعدد من الكراسي المجنونة سنعود لعلامات جنونها بعد شوية؟.
وبعد كل هذا ماذا تريد أن تقول فيها؟
تخيل تدخل الشقة وتجد تحذيراً أو إعلاناً على ورقة في واجهتك مكتوب عليه محتويات الشقة يضع قائمة بمحتويات الشقة بما في ذلك الصحون والكاسات والكبابي والسطر الأخير يا حسرة، هل تتخيل مكتوب على السطر الأخير (نتمنى لك إقامة هانئة) أو (نتمنى أن نراك مرات ومرات) أو (حدث عنا لنرى أصدقاءك وأقاربك). لا لا لا لا السطر الأخير مكتوب فيه (كل من يكسر أي شيء يغرم سعره). صدمة ما بعدها صدمة، تخيل إذا وقعت منك كاسة سعرها جنيه أو جنيهين سيغرمك صاحب الشقق ثمن هذه الكباية وأنت الذي دفع ثمن مئات الكبابي.
أي شح هذا؟ أي بخل هذا؟.
أما عن الكراسي المجنونة وهي كراسي حديقة من الحديد الثقيل جداً مصممة على أساس أن تترك في الحديقة ولا تضرها الشمس ولا الشتاء ولا المطر ورغم ذلك من بخل أهل ذلك الاستثمار ربطوها بسلسل (جنزير) وطبلوها بطبلة مما جعل حركتها مقيدة جداً وأفقدها قيمتها وجعلك تنظر إليها وتدعو الله أن يفك أسرها أو يشفيها من الجنون لتمارس حياتها العادية دون هروب من الحديقة.
تعالوا للجد.
الذين يرخصون لهذه الاستثمارات ألا يقدمون معها نصحاً ولا تدريباً حتى يحافظوا على سمعة البلاد ويعلموا هؤلاء البخلاء كيف يزيدون ربحهم ولو بنصيحة على شاكلة (المحروسة مقروصة)؟ أليس لأصحاب هذا الاستثمار، الشقق المفروشة، غرفة أو اتحاد يطور من أعضائه ويعلمهم فن الصنعة وطلاقة الوجه ونبذ الشح؟.
رب قائل هؤلاء يختارون موظفيهم ذو مؤهلات تتناسب مع هذا الاستثمار كتخصص الفندقة، نعم وجدت الموظف خريج فندقة ولكن المالك يسجنه في بخله ولا يعطيه أي مساحة لاستخدام تخصصه، هدف والمالك وحيد أكبر عائد بأقل تكلفة.
لن يعود لهذا النزل من سكنه مرة وسيصبح طارداً كما أصبح الاستثمار في السودان طارداً.
اللهم نعوذ بك من البخل والشح.

ليست هناك تعليقات: