الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

(كتمت) يا وزير المالية

14-12-2015
أعرف أن جهاز الأمن موزع إلى شُعب أو فئات أمن اقتصادي، أمن سياسي، أمن منشآت دينية، والأخير عرفته بعد أن استدعاني بإيعاز من هيئة الحج والعمرة قبل سنوات يوم كتبنا عن وفودهم التي كانت تسافر لماليزيا للوقوف على التجربة الماليزية في الحج. سافرت ثلاثة وفود بضخامة وفد الهيئة التشريعية لجنيف. ألا ترون كيف الهيئة الآن تفوقت على ماليزيا وربما تأتي وفود ماليزية لتسترشد بالتطوير الذي أضافته الهيئة على ما وجدته عن الماليزيين المتخلفين وربما عديمي الضمير الذين يأخذون مال الفقراء ليحججوا به الأغنياء والسياسيين.
وقطعاً هناك شُعب أمن أخرى فقط أريد أن أسأل هل هناك أمن نفساني (سايكولوجي) يقرأ الحالة النفسية للشعب والحكومة؟ هل قرأ هذا الجهاز- إن وجد - الحالة النفسية التي يعيشها الشعب والتي يمكن أن تسمى إحباطاً والتي يعبر عنها الشباب بكلمة (كتمت). ولو كان لهم ثيرمومتر يقرأ الحالة النفسية للشعب ويسجلها في رسم بياني كيف يسير هذا المنحنى إلى أسفل وكيف كانت قراءته بعد حديث نائب البرلمان ذلك (المنتج) الذي رمى الشعب بعدم الإنتاج والجدية والتقط القفاز السيد وزير المالية ليتم الناقصة. ويصف الشعب بالاستهلاكي وقليل الإنتاج.
السيد وزير المالية هذه إيرادات الدولة أمامك على الشاشة بعد تطبيق الإيرادات الالكترونية أرني بنداً واحداً يشجع على الإنتاج؟ لنتخيل أن عجوزاً أو أرملة أرادت أن تكسب قوتها من الطعمية أو بيع الشاي بكم ستشتري أسطوانة الغاز؟ هذا إن وجدتها، بكم ستشتري السكر وكم من رسومه يعود على الخزينة العامة ويخرج مخصصات سياسيين أو صرف حكومي؟ حتى السكر المحلي وجد من يحاربه. كم وضع على الزيت المحلي من الرسوم والجمارك للمستورد؟ كم أخذت المحلية رسوماً لمكانها وأين ستذهب الرسوم؟ ما المشجع للإنتاج عند حكومتك هل أعفت المدخلات الزراعية هل خفضت أسعار الجازولين هل وفرت الكهرباء بسعر تشجيعي لتدور المصانع وتشغل العاملين وتكفي البلاد شر الاستيراد. لا طاقة مشجعة ولا إعفاءات مشجعة ولا سياسة استيراد مقنعة ولا تحفيز للمنتج المحلي ولا ولا ولا .
والإنفاق الحكومي يفتح فمه كما جهنم متعطشاً للمخصصات وكل يوم يقول هل من مزيد؟ 48 وزير دولة يا وزير المالية هم غير المنتجين أم الشعب؟ كل واحد من هؤلاء يحتاج لإيرادات محلية لتسد صرفه وسفرياته واستمتاعه والعائد ابتسامة عريضة ومسح جوخ أو سكوت.
سمعت عن مسرحية تصور أن كل الشعب هاجر ولم يبق منه إلا واحداً فقط وأراد أن يهاجر هو أيضاً والحكومة تترجاه ليبقى حتى تستمتع بحكمه وهو يصر على الهجرة.
نعم نحن شعب غير منتج يا سيادة الوزير وتتقدمنا حكومة مترهلة بلا خطط وبلا برامج ومجلس وطني يسافر إلى جنيف ليعلمنا الإنتاج نشكره أنه لم يصفق لك هذه المرة يوم بشرته برفع الدعم.

ليست هناك تعليقات: