الأربعاء، 6 يناير 2016

هل الهجرة مزعجة


في قرية لا أريد ان أحدد المكان كانوا يخافون موت أحدهم ليس من الموت نفسه وما بعده، لكن لم يبق في تلك القرية من يحفر القبر ويدفن الميت لم يبق فيها الا العجائز والنساء (العجوز عن بعض الشعوب العربية للمرأة فقط). هاجر كل شبابها.
معدلات الهجرة ألا تخيف الباحثين في بلادنا؟ كان المفترض أن نقول الحاكمين ولكن الطبيعي أن يكون الحاكم رهين الباحث هذا إذا كان الأمر بخير.
الهجرة في كثير من بلاد الله مورد دخل يحسب حسابه وتبنى عليه الميزانية العامة لبنان ومصر مثالاً . وفي كثير من بلاد الله مجودة بقوانين صارمة تعود على الوطن خيراً. في الفلبين إذا طلبت منهم كوادر معينة يجبرونك على استيعاب عدد آخر من العمالة المتوفرة ويجنون من ذلك عدة مصالح لبلادهم. المحافظة على التخصصات النادرة وتصدير العمالة.
في بلادنا كادت الهجرة ان تساوي الهروب من الوطن كثيرون يريدون الخروج بعدة حجج. لا أقول أبناء الأغنياء بل حتى الأغنياء في حالة هجرة. ألا يحق ان يحاسب جهاز المغتربين الذي أهدر كل وقته في كيف يقدم الخدمات للمغترب وأن يريحهم من الصفوف والوقوف. وحتى هذه لم يفلح فيها حتى الآن.     
مدخرات المغتربين لم تنظم ولم تدخل بالطريق الذي يجب ان تدخل بحيث يستفيد الطرفان المغترب والدولة ولا نلوم المغتربين لأنهم لدغوا من الدولة عشرات المرات وليس مرتين ويصعب جداً إعادة الثقة التي فقدت.
الغريب أن هجرة عكسية لمدخرات المغتربين ظهرت في الحياة. كثير من المغتربين يعيش على إيجار عقار بناه من قبل ليعيش فيه ووجد نفسه مضطرا لإيجاره ليعيش من هذا الايجار خارج البلاد. يا للهول كانت الخزينة العامة تنتظر الاستفادة من مدخرات المغتربين والآن بدأت هجرة المدخرات من حيث أتت.(لا حول ولا قوة الا بالله).
من يتصدى لهذه الهجرة التي طالت كل فئات المجتمع؟ ولا يلام المهاجر والذي لا يحسب الا كم يساوي راتبه هنا مقارناً مع راتبه في المهجر وهذه لسببين ضعف الرواتب وتدهور قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، وإذا ما سألت ولاة الأمر ستجد إجابة محفوظة هي لا سبيل من الخروج من هذا النفق الا بالإنتاج وهذا صحيح ، ولكنه ناقص وإذا ما قيل لي أكمل لقلت وقلة الإنتاج وسوء الصرف الحكومي. بالله هل من مقارنة بين عدد الدستوريين وصرفهم مقابل ما يقمون به أو ماينتجون.
أريد أن أسأل جهاز المغتربين ومركز دراسات الهجرة أن يرونا هل العيب فيهم لقلة بحوثهم وإهمالهم لظاهرة الهجرة ام العيب في التنفيذيين الذين هم أعلى منهم؟ الذين يفترض فيهم تنزيل ما يقوم به المركز؟
هذا إذا كانت هناك بقية من ثقة في هذا الجهاز ومن فوقه.

  

ليست هناك تعليقات: