قرار
غير موفق
من التنفيذيين من درس علم الإدارة واستحق أن يدير
مرفقاً او وحدةً او هيئةً على قدر خبرته ويتدرج وكل يوم يزيد خبرة ويقدم فائدةً.
ومنهم من جوازه للمنصب أنه مرضي عنه وهذا الرضا أكبر مؤهل يجعله يتخذ القرارات
الهشة والتي عواقبها ضياع الزمن هذا إن سهلت العودة الى الوضع الطبيعي قبل قراره.
ولكن المصيبة في القرارات التي تصعب إعادة الوضع على ما كان عليه مكتفين بضياع
الزمن الذي ذهب مع قراره وأثبتت الأيام عدم صحة القرار.
اتخاذ القرار له أسس وليس من هذه الأسس المزاج (وانا
قلت كده خلاص) يقولها ويديه في جيبيه وربما يد في جيبه واليد الأخرى سبابتها
مرفوعة في عين سامعيه.
كل دا لييييه؟
لأن أحدهم لم يسره بداية انفراج أزمة الغاز بعد أن
استأنفت المصفاة العمل والحمد لله وقالوا بطاقة أعلى وكميات غاز أكبر صاحبنا فكر
وقدر وكأنه قال في قرارة نفسه عايزين تفرحوا يا أولاد (الك....).
واتخذ قرارا يمنع خروج السيارات التي تحمل الغاز من
المستودعات بعد الساعة الثالثة أي مركبة تحمل غاز لا تخرج بعد الثالثة عصراً.
سألوا ليه؟ قال: البطلعوا بعد العصر ديل ح يمشوا يخزنوه بالليل مستغلين الظلام.
لشان كده يصبحوا داخل المستودعات ويطلعوا الشمس كبيرة.
والعالم الصناعي يعمل 24 ساعة ويبحث عن مضاعفة
الإنتاج وصاحبنا عايز الليل إجازة ونصف النهار معه. والراجل داك يطالب بالإنتاج
ويتهم الشعب بعدم الإنتاج يا أخي ما هو قاعدين ننتج قرارات معاجبك وللا شنو؟
بالله ما هي الحيثيات والدراسات التي بني عليها هذا
القرار؟ وكم ورشة عقدت وكم من الزمن كان تجريبه وكيف كانت النتائج في صالح التعطيل
منعا للسوق الأسود.
بالله هل هناك من يمشى على قدمين وفوقهما رأس لا
يعلم كيف يكافح السوق الأسود؟ كلمة واحدة فقط الحل هو الوفرة وليس هناك أي حل
عسكري او مدني يمنع السوق الأسود غير الوفرة.
يا صاحب قرار حجز ناقلات الغاز ومنعها من الخروج بعد
العصر اتق الله في خلقه ولا تقتل فرحتهم بانقشاع أزمة الغاز، وهنا نقول على الأقل
في الخرطوم.
طبعا كثير من متخذي القرار يحسبون أن السودان هو
الخرطوم فإن نامت آمنة مطمئنة فالسودان كله كذلك وكأنهم لم يسمعوا لمحمد المكي
إبراهيم: ما اتعس رأساً مشلول الأقدام.
هل طلب متخذ القرار العجيب هذا تغذية راجعة لقراره
هل خدم ما رمى اليه من افتراض غير مدروس؟ هل سأل من هم تحت إمرته ما صدى القرار
وما أثره على الناس. وهل سأل الجهات الأمنية وجهات السلامة عن هذه القنابل
المشحونة وخطرها وعواقبها؟
ثم سؤال هل كل من وليَّ أمرا لابد أن يظهر جبروته
وتفرده باتخاذ قرارات كارثية تدخل كل بيت؟
هل هناك مستفيدون من ازمة الغاز يوحون
بمثل هذه القرارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق