السبت، 7 مارس 2015

عبد الله وهؤلاء

 
03-03-2015
وجد موضوع الرحل والترحال والبادية وما كتبناه رداً على د. عبد الله علي إبراهيم تفاعلاً كبيراً نعرض اليوم ردين متعاكسين أو متضادين وواحد مع الاستقرار وبأرقام والآخر مع الترحال بكل عشق للقديم.
الأول:
تعضيدًا لما قاله أستاذ أحمد وتعزيزاً له، لننظر إلى دولة هولندا وهي التي تستجلب منها الأبقار الفريزيان مساحة هولندا هي نصف مساحة أصغر ولاية في السودان الناتج القومي لهولندا هو تقريبًا 660 مليار دولار الناتج القومي للسودان كله، كله حوالي 66 مليار دولار هولندا دولة زراعية وتربي الحيوانات وتصدر للعالم كله الألبان ومنتجاتها من جبن وغيره وزهور هولندا صاحبة ثاني أعلى معدلات استثمار القطاع الخاص في الصناعات الزراعية الغذائية (كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي) تتخذ 12 من أكبر 40 شركة لصناعة المواد الغذائية والمشروبات في العالم من هولندا مقراً رئيسياً لإنتاجها أو لمؤسسات البحوث والتطوير التابعة لها تعتبر هولندا الرائدة العالمية في آلات تصنيع لحوم الدواجن واللحوم الحمراء والمخبوزات ومنتجات الأجبان بمبيعات تبلغ قيمتها 2.3 مليار يورو يتم تصدير 80% منها للخارج يعتبر قطاع الصناعات الزراعية الغذائية أحد أكبر محفزات نمو الاقتصاد الهولندي حيث يضيف ما قيمته 52.3 مليار يورو إلى إجمالي الناتج المحلي الهولندي، ويوفر فرص عمل ودخل لأكثر من 660.000 شخص.
كل هذا بسبب الاستقرار وليست الترحال يا دكتور عبد الله على إبراهيم.
الثاني من عشاق الواقع:
أستاذ أحمد المصطفى زين الأسماء وزين الكتاب, وجهة نظرك وجيهة, ولكن هل خطر ببالك أهمية المراعي الطبيعية وأهمية تعدد أنواع الحشائش والأشجار والبيئة المفتوحة الممتدة لا يحدها إلا التقاء الأفق البعيد كالتقاء خط الأفق بالأرض بانتهاء مدى النظر بالعين المجردة.
ألم تلاحظ الفرق بين طعم لحم الخراف أو الأبقار المسماة " قشاش" وهي آكلة الكلأ الطبيعي وتلك المحبوسة بين الأسوار تحت مسمى تسمين أو تربية الماشية وهي تأكل صنفاً واحد كالأمباز وخلاف ذلك من المواد المحدودة والمشكوك في جودته وسلامتها. فالصنف الأخير لحمها لا مذاق طيب لها فهي كالبلاستيك.
أما لبنها فيا خوفنا على صحة أطفالنا من لبن ليس بلبن.
البادية ليس بالضرورة أن تظل كذلك بالمعنى اللغوي " بدائية ", وهي لم تعد كذلك , ولكن لن ترحل البادية إلى المدينة أو الحضر, ولن تندثر القرى والأرياف بل تتحضر, أو كما قال الراحل جون قرنق " ننقل المدينة إلى الريف "... أو كما قال الراحل العقيد القذافي " أن العالم صار فضاءات " مفتوحة, لذلك قد تجد اليوم أبناء الريف والبادية يبزون أقرانهم في المدن ثقافة.
هذا لا يعفي الحكومات والمسؤولين من مسؤوليتهم تجاه تطوير الريف والبادية وتقديم الخدمات الضرورية مثلها كمثل كل الحكومات المحترمة في بلاد الدنيا فما عاد الماء والمسكن والتعليم والصحة ترفاً بل أوجب واجبات الدولة تجاه مواطنيها أينما كانوا.
وإنه من الاستفزاز من دولة تجلب البترول من أقصى الغرب ليصب دولارات في خزائن الخرطوم بينما مواطنوها الذين يقيمون فوق بحيرة البترول لا يجدون خدمات الماء دعك من الماء النظيف والتعليم والصحة.

ليست هناك تعليقات: