الاثنين، 23 مارس 2015

عثمان الفيل... غادر

عثمان الفيل... غادر   
09-03-2015
لماذا غادر؟ وإلى أين؟
الاسم بالكامل عثمان أحمد عبد الله الفيل. المهنة معلم. هذا لا يكفي إنه معلم متفرد وذو خصائص تجعله معلماً فعالاً ومعلماً لا يُنسى. عثمان الآن في المعاش ومنذ أن أحيل الى المعاش صارت المدارس الخاصة تتنافس عليه والمدرسة المحظوظة هي التي تفوز بقبول عثمان العمل عندها.
نعود إلى الوراء قليلاً. العشرون سنة الأخيرة قضاها الأستاذ عثمان الفيل في واحدة من مدارس اللعوتة (للعلم اللعوتة بها ست مدارس أساس) قضى ثلاث سنوات معلماً وسبع عشرة سنة مديراً. طوال هذه السنوات مدرسته هي الأولى على جميع مدارس المحلية وهي المتفوقة دائمًا وهي المدرسة التي لم يرسب أحد (مش مدرسة النجاح بتاعة عادل إمام لم ينجح أحد هذه لم يرسب أحد).
الأستاذ عثمان كان يقضي معظم يومه في المدرسة تدريس ومذاكرة ومراجعة لتلاميذه الى ان يطمئن عليهم جميعاً وبهذه الهمة العالية كان محبوباً لدى زملائه المدرسين وكانوا يعملون معه بنفس الهمة إن لم يكن طبعاً فمجاراةً لكبيرهم الذي علمهم الخير.
هذا الهمة العالية رفعت همة كل المدارس في القرية وصاروا يتنافسون على الخير، على ذكر الخير أستاذ الأجيال الخير أحمد الزبير يوم كان مديرًا للتعليم قال لي عدة مرات: أنا وغيري لا نثق بنسبة 100% إلا في نتائج مدارس اللعوتة. الأمر في مدارس القرية والفضل فيه بعد الله لأستاذ عثمان الفيل ومن سبقوه ومن جاءوا بعده يعملون بولاء تام للقرية لم نقل بعد أن كل مدارس اللعوتة مدرسوها من نفس القرية والباقي والفائض بالقرى المجاورة . (وبكل فخر مش بقولوا ولا فخر لا هنا بكل فخر).
نعود لأستاذ أجيال اللعوتة ومناسبة العنوان.
أراد أبناء القرية بالمملكة العربية السعودية تكريم أستاذهم لما له من فضل عظيم عليهم لا أقول جميعًا ولكن إلا قليلاً (دي برجع ليها بعدين). كونوا مجموعة واتساب سموها تكريم الأستاذ عثمان الفيل وقرروا أن يكرموا أستاذهم بعمرة وزيارة للمسجد النبوي وساهموا جميعًا في ذلك وعلى مدى أيام قاموا بالواجب. على طلابه بالسعودية المال وعلى طلابه في الداخل القيام بالإجراءات الداخلية من جواز وتذاكر ووكالة وتأشيرات. الحمد لله تم كل ذلك وبالأمس حط رحاله بالسعودية يحفه طلابه من كل جانب. يا له من وفاء لرجل يستحق الكثير، وجزى الله خيرًا كل أصحاب الفكرة. واستخدام العنوان جاء بلغة الواتساب.
وعدتكم أن أعود إلى حكاية (إلا قليلاً) الأستاذ عثمان من التربويين الذين يؤمنون بالعنف ولا يرجو من طلابه محبة ولسان حاله يقول يفهمون بعدين أن هذا العنف لمصلحتهم وكان بارعاً في تدريس الرياضيات. ومن شدة خوفهم منه أن أحد التلاميذ كان راسباً في كل المواد إلا مادة الأستاذ عثمان كان بينه وبين الدرجة الكاملة درجة واحدة فقط.( تاني تجي المولد).
يعيب عليه بعضهم هذا العنف ولكن آلاف يشكرونه عليه. اللهم احفظ الأستاذ عثمان في حله وترحاله ويشكر كل هؤلاء الأوفياء ويا لها من سنة حسنة.
عثمان وأمثاله يستحقون كل خير.

ليست هناك تعليقات: