السبت، 7 مارس 2015

تعقيب على مقال (لا يا عبد الله علي إبراهيم

 
01-03-2015
الأستاذ أحمد المصطفى
تحيةً وسلاماً
تواصلاً "لنقاشكم وتجاوباً" مع مقالات الدكتور عبد الله علي إبراهيم حول حياة الترحال
اسمحوا لي بالمداخلة التالية
أمضيت نحو أربعة عشر عاماً" أبحث في الحياة البدوية كجزء من اهتمام أكاديمي تنموي بالأبل في السودان وأثيوبيا والصومال النمط الغالب على تربية الأبل والعديد من الفصائل الأخرى (أغنام أبقار) في المنطقة الشاسعة التي تفوق مساحتها ضعفي مساحة أوروبا الغربية هو الترحال الموسمي متوسط قطر المساحة السنوية التي يتجول فيها رعاة الأبل في المنطقة 600 كلم تستغرق الرحلة من موطن الى أخر (أنيأ أو تالى) 15 يوم.
تقدمنا بهذه الدراسات شرقاً وغرباً أخيراً الاتحاد الأوروبي تبنى المشروع وأرسل لنا فريقاً ميدانياً أمن على التوصيات التي أوردناها وكان على رأسها: تطوير النمط الإنتاجي وإدخال نظم المزارع الرعوية Ranchin، وقدم الفريق المشترك تصوراً" عملياً للمشروع كانت المنحة الموعودة 400 ألف دولار على مدى سنوات.
هنا سال لعاب الجماعة إياهم، وكونوا وفداً "يحمل تفويضاً عالياً". سافر الوفد إلى بروكسل وحين سألوهم عنا.. وعن أعضاء الفريق من جامعة الخرطوم توجموا وعاد الوفد خالي الوفاض، بل تم تخفيض أولوية المشروع من 70% إلى 30% وحتى التلاتين هذه كانت لحفظ ماء وجه الفريق السوداني "عالي التفويض"
ما علينا
المهم في الموضوع أن النمط البدوي آيل للإندثار مهما تشبث به الناس لأسباب رومانسية (كان قانون يسمى تلك الروح: إدمان التخلف) أهم عوامل التلاشي الحتمي للبداوة أو تقلصها حتى لتصبح مورداً "هامشياً" أو أسلوب حياة غير مجدي هو التمدد الزراعي "الفلاحي" في مواطن الرعى الرهد..كنانة.. أبو حبل.. والآن سيتيت وأعالي نهر عطبرة والشمالية.. وقبل ذلك بالطبع القضارف والرنك والدالي والمزموم والقائمة تطول.
لذلك صحنا مطالبين بإدخال نظام المزارع الرعوية في صلب أنماط الزراعية القابلة للتمويل العقبة الكأداء هي انعدام الخيال البناء في أضابير مخططي التنمية في السودان، وعدم الأصالة في التفكير.. والعقبة الثانية هي هيمنة الزراعيين الكلاسيكيين (تلاميذ تجربة الجزيرة: قطن: لوبيا ذرة) على القرار في أضابير وزارة الزراعة والبنك الزراعي وبنك السودان وروافده وكله ناتج من الابتعاد عن الحقول والتقلب بين المدن والمكاتب وصالات المؤتمرات وعدم التواصل مع بيئة المنتجين وتلمس واقعهم وتحديث البيانات حولهم قلنا ونكرر أن طن اللحم الآن سعره 6500 دولار (فوب) ويكلف ربع تكلفة إنتاج طن القمح وعشر الذرة وأقل قليلاً من ثلث نظيره من القطن من ناحية المقننات المائية والعمليات الفلاحية والانتظار ولا يحتاج أسمدة ولا مبيدات ولا خبرات خارجبة.. كل مكونات الأنتاج الحيواني الحديث موجودة في البلد.. فقط نحتاج بيئة حاضنة.
لا مفر للسودان من المضي في تأسيس المزارع الرعوية وفق التقانات (البسيطة) والمتاحة آنذلك إذا أراد المخططون الحرص على إطعام أهل السودان لحماً" ناهيك عن استهداف 6 مليون رأس للصادر.
حينذاك.. وهو وشيك.. ستكون اللحوم في السودان أغلى من الخليج وأوروبا لماذا؟
لكما التحية والتقدير
البروفسور بابكر عباس
أستاذ بالمعاش
من الاستفهامات: عفواً بروف لاختصار المقال الدسم ولكن ضيق المساحة. ولنا عودة من مع وباء السفر.

ليست هناك تعليقات: