ر
|
من الكتاب الممتعين الذين قرأت لهم وأقرأ لهم أينما سنحت الفرصة الدكتور عبدُ اللهِ علي إبراهيم، د. غازي القصيبي، د. منصور خالد وأترك ما وراء الأسماء للقارئ.
عبدُ اللهِ رجل واسع الثقافة نتتلمذ على كتاباته حتى ولو لم نتفق معه على جوهر الفكرة وحتمًا تخرج منه بفوائد جمة. صراحة فكرت عدة مرات في هذا العنوان الذي لا يليق برجل في عمر وثقافة عبدُ اللهِ ولكن لم أجد غيره. وخلافي ليس مهاترات صحفيين ولكنه لفت له لزوايا أخرى من الموضوع الذي نحن بصدده. كتب عبدُ اللهِ أربعة مقالات بعنوان (العقل الرعوي) محور الفكرة أن الحداثيين والبرجوازية الصغيرة يرمون تخلف السودان للعقل الرعوي أو العقل البدوي. ودافع عبدُ اللهِ عن البادية يعينه على ذلك زمن طويل مكثه في بادية الكبابيش يوم ابتعثته جامعة الخرطوم في ستينات القرن الماضي لتحضير الماجستير ببحث عن ثقافة البادية. لم يذهب الرجل خالي الوفاض لتلك البادية واستعان عليها بكتابات الأستاذ حسن نجيلة الذي سبقه لتلك البادية معلماً جوالاً وكتب أشهر الكتب في هذا المجال. على مدى أربعة مقالات ليست بالقصيرة (أردت أن أكتب أستاذنا ولكن تذكرت أن هذا المصطلح محجوز له بامتياز كلما ذكر عبد الخالق محجوب) لذا دعونا نصفه بأخينا الأكبر عبدُ اللهِ، عبدُ اللهِ دافع عن حياة الترحال وأنها ليست عشوائية ولكنها عبقرية من يعرف ثروته وكيف يحافظ ويوازن بين موارده على شحها وحيواناته على كثرتها. وكأن ملخص اتركوهم يترحلون صيفًا وشتاءً وهم أدرى بحالهم. أقول للأخ الأكبر عبدُ اللهِ بحثت من زاوية الاجتماع وأهملت الجانب الاقتصادي أو غضضت عنه الطرف وهذه الثروة إذا ما استقرت أو بنيت لها عوامل الاستقرار ستكون ذات عائد مضاعف إنهم يترحلون طلبا للماء أو الأعلاف . هل تعلم أن انتاج البقرة المستقرة في مزرعة والبقرة الظاعنة لا علاقة بينهما أبداً. تلك تنتج عشرة أضعاف الجوالة. وأن لحوم الأبقار المتحركة قاسية وأنها لا تسمن إلا بأضعاف أعلاف تلك. إن كنت تريد خيرهم وتقدمهم ورقيهم اسأل الأديب إبراهيم إسحق الذي كتب مرة لا حضارة مع الترحال. ودعيت مرة لندوة عن تعليم الرحل وخرجت وكتبت لماذا هم رحل؟ أيها أسهل معالجة ترحالهم أم تعليمهم؟ يا أخي عبدُ اللهِ المسألة هي شح الماء كما ذكرت لماذا لا يجلب لهم الماء من النيل الأبيض وهو على مرمى حجر مقارنة بأنابيب النفط التي تقطع آلاف الكيلومترات؟ ولماذا لا تحفر الآبار مهما كان عمقها حتى يستقر المواطن ويتعلم ويوفر وقته وجهده لما فيه الخير. لم يتطرق عبد الله الى الجوانب الاقتصادية في الموضوع مزرعة صغيرة مساحتها ألف فدان يمكن أن تنتج أكثر من إنتاج خمس ولايات أهلها في حالة بحث دائم عن المراعي والماء. وكلما زادوا زادت المشاكل التي تطورت الى حروب. أخي عبدُ اللهِ وأنت سيد العارفين اتفق معنا في هذه مشكوراً. |
السبت، 7 مارس 2015
لا يا عبد الله علي إبراهيم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق