ذكريات الجنسية
|
في يوم 24/12/1970 م وأنا طالب في رابعة ثانوي (يقوم واحد من الشباب يقول لي رابعة ثانوي كيف يعني؟)، نعم نحن من زمن السلم التعليمي (4،4،4) هذا إن لم يكن هناك نظام آخر (3، 2، 4، 4). وهذا القوس الأخير يعني أن هناك مدارس صغرى وأخرى أولية التي تسمى ذات الرأسين لاحتوائها على نهر عادي وآخر من فصلين ليدخله القادمون من المدارس الصغرى، وبذا يكونوا درسوا ثالثة مرتين والدخول إلى المدرسة الأولية يتم بعد منافسة عدة مدارس لمقاعد محدودة. ثم المتوسطة والثانوية. في ذلك اليوم استخرجت الجنسية وكشرط لازم للجلوس للشهادة السودانية، وكان رقمها 491589 وأكتبه الآن من رأسي كرقم مهم محفوظ في الذاكرة.
هذه الوثيقة لازمتني زمناً طويلاً، وطبعاً هي من النوع الأخضر المكتوب عليه بالآلة الكاتبة طبعا لم يكن في ذلك الزمان كمبيوترات ولا آلات كاتبه كهربائية فقط الآلة الكاتبة اليدوية. بعد أن خدمت شهادة الجنسية غرضها في تلك السنة بأن جلسنا بها لامتحان الشهادة السودانية. نسيت الرسوم التي دفعتها في ذلك اليوم ولكن الذي أذكره إن إجراءاتها تمت في يوم واحد في حوش كبير كأني به مقر وزارة الداخلية الحالي. (الناس كانوا شوية ما زي هسة). طبعاً احتجنا للجنسية بعد ذلك في استخراج الجواز وبعض المعاملات يوم لم تكن ما يعرف بالبطاقة الشخصية . التطور سنة الحياة وفي عهد الاتصالات والتقنيات كان لا بد أن تطور وزارة الداخلية بيئة عملها وتواكب العالم مستفيدة من المعطيات العالمية الجديدة وتختصر الزمن وتسهل الإجراءات. وكان الرقم الوطني، وهو عمل حضاري جداً ويفترض أن يقدم الرقم الوطني ولو من ذاكرة الموبايل لأي جهة تطلب إثبات شخصية ويدخل الموظف الرقم وتأتيه كل معلومات الواقف أمامه وصورته ويكفي. غير أن الرقم الوطني لم يصل إلى غاياته ومازال غير معتمد من كثير من الجهات وبعضها يصر على أصل ورقة A4 ولا يقبل حتى الصورة في حين أن هذا الرقم الوطني يفترض أن يجب ما قبله إذ كان من مطلوباته صورة وبصمة وجنسية وشهود. سعدت بخبر إلغاء التعامل بالجنسية والبطاقة الشخصية بنهاية العام الذي ظهر في الصحف قبل يومين، ولم تدم الفرحة طويلاً إذ نفت الشرطة الخبر في اليوم التالي. يا إخوانا كيف حدث الخبر، وكيف حدث النفي؟ ومن يحقق في المصدرين. المنطق يقول إن الرقم الوطني يجب ما قبله وأن تتم فرحتنا بالرقم الوطني الذي كلف الدولة أموالاً قطعاً كبيرة ويجب أن يكون مردوده أضعاف ما صرف عليه. أها بعد دا كلو الجنسية في وللا ما في؟. |
الخميس، 29 يناير 2015
ذكريات الجنسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق