الخميس، 29 يناير 2015

"الشروق" للخلف دور

"الشروق" للخلف دور

19-01-2015
إذا ما استطلعت نفسي على طريقة الاستبيانات إجابتي على السؤال أي القنوات السودانية تشاهد أكثر؟ ستكون الإجابة : قناة الشروق. غير أني لا أضمن هذه الإجابة مع ملامح دورتها الجديدة والتي افتقدت فيها أكثر البرامج التصاقاً بالمشاهدين وطرح قضاياهم ذلكم هو برنامج المحطة الوسطى الذي كان يقدمه الأستاذ طلال مدثر. وبنفس الحماس تسمرت أمسية الأربعاء الماضي لأرى القضية المطروحة. وكانت الفاجعة اختفت المحطة الوسطى وجاء بديل فطير اسمه صدى الأحداث او قريب من هذا الاسم.
طرحت مقدمة البرنامج عدة قضايا ولكن أهمها وهو حديث الساعة كان عن أزمة الغاز التي دخلت كل بيت طبعاً هذا تعميم لا يقبله العقلاء ويستحسن أن نقول الأزمة التي دخلت كل بيوت العامة وبيوت المواطنين الغبش (يعني معقول ياسر الجميعابي شعر بأزمة الغاز)؟.
قدمت المذيعة وأظن اسمها نسرين استطلاعاً للمواطنين وصراحة كان منهم واحد وصف نفسه مهندس خريج نفط وقال ان الغاز المحلي يكفي السودان ويزيد. يا سبحان الله يتحدث عن ما بباطن الأرض أم ما فوقها!!!
وقدمت فيديو منتشر في الواتساب عن أطول صف غاز ربما بلغ طوله فوق 2كلم وقالوا من ولاية القضارف. غير أن الضيف الرئيس أو المحاور المباشر كان رئيس شعبة وكلاء الغاز الصادق الطيب وكان مشخصًا جيدًا للمشكلة وهي ليست في التوزيع وإنما في الامداد وتأخر أو عدم انتظام الاستيراد وهذا هو بيت القصيد الذي لم تقف عنده المذيعة لحظة مما يدل على عدم معرفتها بالموضوع المطروح ولم تحضر له جيداً (يا ربي مذيعات القنوات ديل فاكرات المؤهل الوحيد هو سماحة وبس؟) . حصرت المشكلة في الوكلاء وسوء التوزيع. ونسألها ونسأل وزارة النفط وياسر الجميعابي كمان معتمد بولاية الخرطوم ومسؤول الغاز بعد أن صار التوزيع بالميادين والطلمبات هل انحلت المشكلة؟
طوال المدة المخصصة للغاز في البرنامج كنت أردد (عينك في الفيل وتطعن في الظل) كررنا كثيرًا أن لا علاج لهذه السلعة التي دخلت كل بيت إلا الوفرة ونستشهد بالوفرة التي كانت في رمضان الماضي وكيف لقيت ارتياحاً تاماً ولم يفقد سلعة الغاز طوال الشهر الفضيل أحد. (ليتهم حمدوا الله وشكروه ليزيدهم).) لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
بقي أن نقول تخطئ قناة الشروق لو كانت تظن أن هذا هو البديل لبرنامج المحطة الوسطى. اللهم إلا إذا كانت تريد أن تثبت للمشاهدين أن كل شيء في السودان يتغير لما هو أسوأ أو أقل وأن أي قادم أسوأ مما نحن فيه وأبقوا على الذي بين يديكم عشرة في السياسة في الاقتصاد في الزراعة ولا تتطلعوا لإصلاح.
سؤال هذه القنوات كيف تدار؟ من يحدد توجهاتها ومن يقرر في الصحيح والأصح وما يفيد وما لا يفيد؟ طبعاً أسأل بكل طيبة وفي اعتقادي أن المال العام يجب أن يوجه للمصلحة العامة.
(هسه ينط متلقي حجج يقول لي الشروق قناة خاصة. صدقتك).

ليست هناك تعليقات: