الخميس، 29 يناير 2015

الأسماء في السودان

الأسماء في السودان

09-01-2015
دعونا نستريح اليوم مع موضوع اجتماعي: هو الأسماء في السودان وهذه ليست دراسة علمية ولا بحثاً علمياً وإنما خواطر.
أبدأ بتعجب صديقنا الهميم ونحن في أولى ثانوي والهميم قادم من شرق البطانة يعني بدوي قُح ووجد أستاذ اللغة الإنجليزية اسمه سامي "وسامي بعد ذلك صار صديقًا لنا وله بعدما الكتوف اتلاحقت واغتربنا جميعاً لندرس في السعودية" فما كان من الهميم إلا أن كتم دهشته ليوم أو يومين ولم يستطع أن يصبر أكثر من ذلك فسأل في دهشة: يا إخوانا انتو أستاذ سامي دا من ما ولدوه سموه سامي ولا بعد ما كِبر كده؟؟
سألت موظفاً ما اسمك لو سمحت: فما كان منه إلا أن قال أحمد عادل. طبعاً لو قال عادل أحمد لما كتبت ذلك. في اتصال هاتفي: معاي منو لو سمحت فقال: الفاضل لؤي ولك أن تنظر حداثة اسم الأب مقارنًا مع الابن، في فصل واحد في مطلع تسعينيات القرن الماضي أحصيت اسماء طلاب فصل للمغتربين السودانيين فكان أكثر من 80% منهم اسمهم محمد. وبالمناسبة هزت إحصائية مثل هذه إسرائيل حين وجدت معظم المواليد في غزة اسمهم محمد مما ينبئ بصحوة عالية.
نعود للأسماء مما يحيرني في الأسماء المركبة في سوداننا هذا اسم «محمد علي» أو «محمد عثمان» وربما هناك من اسمه «محمد عمر» كل هذا التركيب غريب إذ يمكن أن افهم اسم « محمد المختار» و«محمد الخاتم» و«محمد الماحي» أو «أحمد المصطفى» أو «محمد المجتبى» هكذا في كل الأقواس الخمسة اسم للنبي وصفة من صفاته، أما تركيب محمد مع عثمان أو علي أو عمر فهذه تحتاج إلى وقفة هذا إن لم نقل الأسماء المركبة كلها تحتاج إلى وقفة.
هذا في أسماء الرجال أما أسماء الجنس الآخر فالأمر يحتاج إلى مجلدات فكل من حاول أن يسمي بنته على اسم أمه إما وجد معارضة أو وجد تحريفًا وقليلاً ما تصمد أسماء الجدات ويكون وضعها غريباً إذا صادف اسم الأب الأسماء الحديثة أو المحدثة مثلاً فاطمة فوزي. الزلال، التاية، النخيل، ست النفر وهلم جرا.
كل هذا من الرأس دون الرجوع لجغرافيا السودان الواسع وكل هذا في ما حولي من محيط ألا ترون معي أن الأمر يحتاج إلى بحث أعمق ودراسة جادة، خصوصاً الأسماء المركبة التي تخلط اسم محمد مع صحابي. رب من يقول لي ألم تسمع بمحمد أنور ومحمد حسني وكثير من المصريين يبدأ اسمهم بمحمد ولا علاقة للاسم الثاني بأسماء الرسول أو صفاته . هذا كان عرفاً مصريًا أو قانونًا لا أدري ولكن اختفى هذا التقليد.

ليست هناك تعليقات: