الأحد، 18 يناير 2015

الغاز الغاز الغاز

 
25-12-2014
حسنًا فعل وزير المالية بتصريحه الذي قال فيه استمرار دعم المحروقات والقمح في ميزانية 2015 م. وأضاف: ولا زيادة في الضرائب، قبل أن نقول له في الضرائب قولاً كررناه كثيرًا الضرائب في بلادنا لا يدفعها الأغنياء والكلام فيها يطول ومظلتها (صغينونة)، وكلما سمعنا عن توسيع المظلة الضريبية تذكرنا حزام مريا في قصيدة صلاح أحمد إبراهيم. وحزام في مضيق كلما قلت صغيرًا كان هو الخصر أصغر.
ندع الضرائب وبلاويها جانباً، وندلف للمحروقات. في الترويج لبرنامج المحطة الوسطى (رحمه الله) الذي سيغيب عن قناة الشروق كما سمعنا (بالله الذي ألغى هذا البرنامج من خريطة قناة الشروق ما باعه في السياسة والاقتصاد وما ينفع الناس؟ أتمنى أن يعاد النظر في قرار إلغاء برنامج (المحطة الوسطى).
في الترويج يظهر وزير مالية سابق يقول: الدعم يجب أن يذهب للجهات التي تستحقه. أي المحروقات يصل إلى كل البيوت بطريقة مباشرة غير الغاز؟ دعونا نعترف ونقول هو من إنجازات الإنقاذ الناجحة، وما أقل الإنجازات الناجحة في زماننا هذا، وقد تعودت الأسر عليه الفقيرة قبل الغنية ووفروا زمنهم ونظفوا بيوتهم وحافظوا على الغابات دون أن يشعروا.
ومنذ عدة سنوات تتكرر أزمة الغاز ويحدث الشح المولد للمخالفات والضجر مرة يكون انعدام الغاز بسبب صيانة المصفاة ومرة بضيق مواعين التخزين وفي هذه حدثونا قبل سنوات أنه لن تكون مشكلة غاز بعد ذلك اليوم، نسبة لما جهزوا من خزانات ضخمة تضمن المخزون الإستراتيجي. وفي كل مرة يظهر عذر وتزيد الفجوة وبالمناسبة الشح يولد الهلع، ومن هذا الهلع الأسطوانات التي تضع للاحتياط هذه أثرها على ندرة الغاز مباشر.
وجاء في وزارة النفط عهد جديد قام المسؤولون فيها بالإمداد بتخصيص كل إنتاج مصفاة الخرطوم للعاصمة الخرطوم والمستورد للأقاليم حتى يضمنوا عدم انقطاع الغاز في الخرطوم حيث التظاهر (طبعاً التظاهر دخل التاريخ لكن الضائق قرصة الدبيب بخاف من مجر الحبل) . ورغم ذلك حتى الخرطوم الآن تشكو من عدم توفر الغاز.
من جراء هذه السياسة الجديدة ما عادت البواخر تنتظم حتى ترفد الأقاليم بالغاز، ويبدو أننا في بلاد لا برنامج فيها ولا خطة كلما وجد وزير الغاز بيته حسب أن كل السودان فيه غاز.
يا سيادة وزير المالية المحروقات ليست بنزيناً وجازولينًا فقط، ولكن أهمها والذي يدخل كل بيت الغاز ويؤثر أول ما يؤثر على الأسر الفقيرة هل يعلم السيد بدر الدين محمود أن الغاز في مدينته مدني وصل سعر الأسطوانة 80 جنيهاً؟؟؟؟ والسبب عدم انتظام استيراد الغاز والشارع صار يتحدث الباخرة وصلت، الباخرة ما وصلت، الباخرة وصلت لكن الحكومة ما عندها دولارات تدفعها (ألا يذكر هذا الوضع بأيام نميري الأخيرة) لو كانت المالية لا تستطيع توفير ثمن شحنة غاز ماذا بقي؟؟؟
إذا أردت أن تفرح الشعب كل الشعب بتصريح قل يا وزير المالية: برمجنا كل كمية استهلاك المحروقات بحيث لا تنقطع منها سلعة ولو ليوم واحد طوال 2015 م.
منصرفات أي مؤتمر أكثر من ثمن شحنة باخرة غاز.
الصيحة

ليست هناك تعليقات: