الخميس، 29 يناير 2015

هنا سوق حضاري

هنا سوق حضاري

26-01-2015
شهدت منطقة شمال الجزيرة أو بالأخص محلية الكاملين يوم أمس الأحد 25/1/2015 نقل سوق الخضر والفاكهة إلى مقره الجديد الذي تتصدر مدخله لوحة كبيرة مكتوب عليها (محلية الكاملين سوق المسيد للخضر والفواكه).
هذا الانتقال من سوق بدائي مكون من عشش أو رواكيب بالحطب والخيش الحركة فيه صعبة جداً ولا يدخله إلا مضطر، وفي مساحة ضيقة تحدها من الغرب السكة الحديد ومن الشرق طريق الإسفلت (الخرطوم مدني) وعندما تمتلئ هذه المساحة الضيقة يقفز الباعة إلى الجانب الآخر من الأسفلت وتصعب الحركة عليه وأحياناً تحرسه شرطة المرور. وفي نهاية الأسبوع وأيام الأعياد يكون الزحام شديداً.
فتح الله على محلية الكاملين بالمعتمد الشاب النشط الشاذلي مصطفى – ما شاء الله – الذي جعل حل هذه المشكلة من أولوياته وبخطوات مدروسة وتوظيف للمختصين كل في مجاله مهندسين وضباط إداريين وضباط صحة ومساحين ومهندسي أراضي وخططوا سوقاً أقل ما يقال فيه إنه تحفة بحق. نتمنى أن يكون هذا السوق هو البداية وتتبعه أسواق.
السوق الجديد مقسم تقسيماً متخصصاً للفواكه مكان ولخضار التجزئة مكان ولخضار الجملة مكان مخصص وللحوم أماكن تضمن سلامتها ونظافتها والماء والهواء والتبريد وكل هذا كان مفقوداً في السوق القديم. مساحات واسعة وممرات جميلة مغطاة بالسنتر لوك وظل ظليل علاوة على مسجد فسيح ودورات مياه وكل هذا كان مفقوداً في السوق القديم. وعمال نظافة وحاويات قمامة ومكاتب إدارية وكافتريا صغينونة.
ما رأيت استجابة على تحول مجمع عليها كما فعل الناس يوم طلب منهم التحول إلى السوق الجديد. قبل يوم أجريت القرعة على الأمكان كنوع من العدل وفي اليوم الثاني تحول كل البائعين والمشترين في لحظات للسوق الجديد والكل يثني على هذا العمل. ولقد شهدت مجموعات الواتساب تبادل صور السوق الجديد مع ثناء من شباب ما كنت أحسب أن مثل هذه الأعمال تشغل بالهم. أنقل إليكم تعليق واحد منهم فقط (أنا أول مرة أشوف عمل متكامل ومدروس باحترافية كاملة ومواصفات عالية جداً)، وقال أحد الحدادين (أنا أشهد استنفعنا نحن حدادين المسيد ما جات شركة تبع الجماعة لحستو).
لكل هذا.. فهذه فرحة منطقة كاملة بعمل ممتاز ومبارك بإذن الله. ولن نترك الأمر بدون ولكن.
ولكن ما لم تكمل هذه التحفة بسفلتة مداخل السوق، المدخل والمخرج إنهما يثيران غبارا مزعجا أخشى أن يغطي على هذه اللوحة الجميلة. وموقف للسيارات مخطط السيارات الآن تقف عشوائياً كل كما يريد وهذه تحتاج تخطيط الموقف تخطيطاً يسهل الحركة على الجميع.
سيكون الافتتاح الرسمي الذي سيشهده والي الولاية في الأسبوع القادم لن نحتاج على هذا الافتتاح، إذا ما كان بصورة حضارية لا تعطل مصالح الناس ولا تخرج مدرسة طلابها ولا تقطع معلمة حصتها، وذلك بأن يأتي الوالي في وقت محدد ومظبوط ويبارك السوق دون أن يتعطل البيع والشراء ومصالح الناس ويقص الشريط ويقول كلمتين ويقطع عهداً بسفلتة المداخل والواجهة والسلام.
ليتهم يفعلون. تقبل الله من كل من شارك في هذا العمل الرائع.

ليست هناك تعليقات: