الحمد لله يا خالد سليمان
|
صدم الحكم الذي صدر قبل سنتين تقريباً على أخينا خالد سليمان فيما عُرف بقضية أوقاف الخارج وكان حكم محكمة الموضوع عشر سنوات سجناً وغرامة أكثر من ثلاثة ملايين ريال. ووضع كل معارف خالد أيديهم على رؤوسهم من هول الصدمة.
ولابد من إيجاز تهمة خالد سليمان إدريس التي أراده البعض كبش فداء ليقولوا إن الدولة تحارب المفسدين. ولا أنسى ابتسامة أحد المسؤولين الكبار عندما ناقشته في أمر خالد وقال تكتبون عن الفساد وعندما تبدأ محاربة الفساد في معارفكم تغضبون. كتمت غيظي وانتظرت قضاء المحكمة. وكان الحكم صادماً. هنا لابد من نكتة دريد لحام عندما قال له الطبيب بعض الكشف: انت بالع ليرة. وضحك وقال: شو ها الأجهزة البتشوف الليرة وما بتشوف الملايين.
ملخص القضية أن في السعودية عدة أوقاف سودانية منذ الدولة السنارية وبعدها أوقاف مشهورة مثل أوقاف مسعود محمد مسعود كل هذه الأوقاف يستفيد منها أناس من الجنسيتين بعيدًا عن ما أوقفت له من أصحابها وبعضها عليها نظار لم يفوضوا من الواقف ولا الجهات الحكومية السودانية مثل هيئة الأوقاف. علاوة على أن الأوقاف لتقوم بما أوقفت له وبعضها في طريقه للضياع. لكل ذلك فوضت هيئة الأوقاف السودانية وبتفويض جاء بعد اتفاق مسؤولي الدولتين.
وأمر الصكوك (التي تعادل شهادات البحث) مكلف ورصدت له مبالغ ميزانية لهذا الأمر وتصرف خالد بكل مهنية وكل مبلغ صرفه له سند مالي إما شيك أو سند قبض. كل ذلك عرض على محكمة الموضوع ولكن تقريرًا من جهة ما يريد تجريم خالد أنكر وجود أوقاف بالمملكة العربية تماماً. وصدر الحكم أعلاه.
أريد أن أقول إن المتضررين من فتح ملف الأوقاف والمستفيدين منها هم وراء هذه القضية التي أضرت بسمعة خالد وأدخلته هذه التجربة الصعبة عليه وعلى أسرته وعلى كل معارفه.
وبعد أن قضى خالد قرابة السنتين في الحراسة والسجن قضيناه ندعو الله أن يفرج عنه- كلما ذكرناه طبعاً – وجاء الفرج يوم الأربعاء الفائت وبرأت المحكمة العليا خالداً ( وكان الرجال بزغردوا كنا زغردنا) وتتابع عارفو فضله أفواجاً على بيته وكل سعيد بخروجه من السجن. سجن كسجن يوسف عليه السلام.
بقي أن نقول إذا ما مضى الحكم الأول على خالد سيفقد السودان كل أوقافه في السعودية مؤقتاً أو للأبد إذ الحكم أنكر وجود هذه الأوقاف وربما يستدل به كل طامع في هذه الأوقاف.
بالله كيف يعوض خالد؟ ومن يعوضه؟ وغير ذلك هل سيعمل خالد عملاً عاماً بعدما لحق به من أضرار تعدته لأسرته.
لا نقول إلا الحمد لله، ثم الحمد لله، وربنا يبارك لنا ولك في ما بقي من عمر.
|
الخميس، 29 يناير 2015
الحمد لله يا خالد سليمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق