الأحد، 7 ديسمبر 2014

كيف يقرأ المؤتمر الوطني الدرس؟


07-12-2014 
من بعيد أتخيل أن الأحزاب السياسية مرتبة ترتيباً دقيقاً أو هكذا يجب أن تكون حيث للحزب مركز دراسات يرصد الواقع ويقرأ الماضي ويستشرف المستقبل. إن كان الأمر كما أتخيل لا أرى مبررًا واحداً لإصرار المؤتمر الوطني على الانتخابات، وإذا أصر على الانتخابات يمكن أن نحكم عليه بأنه ليس الحزب الذي في مخيلتنا أي أنه لا يدري عن الواقع كثير شيء أو أن الدارسين والباحثين في وادٍ ومتخذ القرار في وادٍ. هذا إن لم يكن الحزب صار مختزلاً في عدد من الأشخاص ويصعب علينا أن نتخيله مختزلاً في شخص واحد.
المتابع لمجريات الأمور منذ أن خرجت مفوضية الانتخابات نافضةً عن نفسها نعاس السنين وبدأت بإعلاناتها للتسجيل ولم يلتفت إلى التسجيل كثير من الناس ووجدت لهم المفوضية عذرًا (لا أدري ما هو؟ ولكنها لم تسمع بزهد المواطن فيها) ومددت المفوضية فترة التسجيل وما أحسبها جاءت بجديد فالزهد في هكذا انتخابات يملأ مشاعر الناس.
هل وقف باحثو ودارسو المؤتمر الوطني في هذه الفترة وقرأوا لماذا لم يتحمس الناس للتسجيل؟ ولا الأحزاب؟؟ وهل رفعوا نتائج دراساتهم لمتخذ القرار كياناً كان أم شخصاً؟؟؟
وبدأ المؤتمر الوطني يحشد كلياته الشورية التي تختار له أسماء المرشحين للمجلس الوطني. هل وقفت دوائر رصده في الذين كونوا هذه الكليات الشورية ومن أين جاءوا وأين كانوا وما علاقتهم بالمؤتمر الوطني؟ ثم ما هي الأسماء التي رفعت لهم وما مقدار تأثيرها في الحياة سابقاً ولاحقاً ؟ ثم كيف اختيرت الأسماء وما مواصفات العضو الذي يريده المؤتمر الوطني؟؟؟ وما شعور الناس العام من الأسماء التي طرحت أو التي تنافست والتي حظيت بالقبول من هذه الكليات الشورية؟؟؟
أفترض أن في المؤتمر الوطني كما أسلفت دائرة بحوث وتقرأ الواقع بعلمية وليس بهرجلة السياسيين وأركان النقاش في الجامعات. إن وجدت هذه الدائرة يمكنها أن ترفع تقريرها في جملة واحدة (هذه انتخابات الحزب الواحد على وزن مسرح الرجل الواحد) بل حتى الحزب نفسه ليس براضٍ عنها ولا عن من تقدموا صفوفه ليمثلوه.
لكن رغم ذلك يمكن أن يستخدم الحزب أساليبه السابقة ويكرر نفس مسرحية الانتخابات السابقة ويخوضها بمفرده ليبرر لنفسه شرعية خمس سنوات (قلت سنوات ولم اقل أعواماً) شرعية خمس سنوات أخرى ببرلمان لا يعرف (لا) حتى في تشهده. ورئيس منتخب وولاة معينون. وشعب بعيد عن كل هذه الحزم سيحكون وحدهم ويقررون وحدهم ويضحكون مع بعضهم ويبررون لبعضهم وسيصابون بعزلةِ يندمون بعدها على كل إهمالهم لقراءة الواقع.
الانتخابات كلعبة الكرة بلا منافسة لا معنى لها ولا تسمى لعبة. تخيل فريقاً واحداً في الميدان منفردًا بالكرة يسجل من الأهداف ما يشاء هل سيتفرج عليه أحد. لا بل هل سيمكث كل زمن المباراة المتعارف عليه؟؟ قد يتفرج عليه بعض الصبية وفاقدو العقل وسينصرف عنه كل من كان يريد منافسة بين فريقين.
هل سيصر المؤتمر الوطني على خوض هذه المباراة؟ وكم هدفاً ستحسب عليه؟
الصيحة

ليست هناك تعليقات: