الأحد، 7 ديسمبر 2014

عين وتسعير الدواء

 
 ر 02-12-2014
 
كتبنا عن مصنع "عين" للمحاليل الوريدية قبل افتتاحه وفرحنا بافتتاحه حيث يغطي كل احتياجات البلاد من محاليل غسيل الكلى و40% من المحاليل الأخرى "لن أورط نفسي في اسمائها بسبب عدم الاختصاص"، وفي طريقه لسد كل المطلوب إذا ما أضاف خط إنتاجه المتوقع. لا نكتب ذلك تطبيلاً، ولكن من شعورنا بأهمية هذا النوع من الصناعة إذ من العيب أن تستورد بلاد التعليم فيها راسخ وعلماؤها (يسدون) عين الشمس وتفرقوا في بلاد الله. لا يليق ببلد كالسودان أن يستورد الماء من دول مجاورة "طبعاً المحاليل الوريدية نسبة الماء فيها كبيرة جداً عايز أقول 90% لكن لست متأكداً".
أيضًا من أسباب فرحنا به كنا نمر عليه أكثر من عشر سنوات ونقرأ الاسم ولا يخرج منه إلا الهواء الساخن. لذا يوم أنتج فرحنا بأن أخطاء كثيرة لو وجدت رجالاً لأُصلحت.
أنقل إليكم فقرة من مقالنا يوم افتتاحه الذي كان قبل شهر تقريباً (ولكن ولكن ولكن تعالوا نشوف السعر.. العبوة التي يسمونها "درب" تخرج من المصنع بمبلغ 3.75 أربع جنيهات إلا ربعاً وتباع في الأسواق بأكثر من ضعف هذا المبلغ لييييييييييييييييييه؟ يا ربي سماسرة العقارات قبّلوا على العقَارات؟ من يضبط هذه الأسعار؟).
إذا ما وجدنا من تصدى إلى خلل الأسعار، ووضعها في مسارها الصحيح، ألا يحق للرجال أن يضربوا الكوراك وتزغرد النساء. تم في الأسبوع الماضي اتفاق بين مصنع عين السودان للمحاليل الوريدية والهيئة العامة للإمدادات الطبية يقضي بأن يورد المصنع كل إنتاجه للإمدادات الطبية وهي الهيئة الحكومية المنوط بها توفير الأدوية والمعدات الطبية بأسعارها الحقيقية لتجبر السوق، على أن يفعل مثلها. وزيادة على ذلك توفير كل متطلبات الصحة التي يعجز أو لا يرغب السوق في استيرادها ولعدة أسباب. اتفقا على توريد كل المنتج من عين ولكن ليس هذا هو اللافت للنظر وليست الفرحة الوحيدة، ولا أريد أن أقول سيصل الدواء للمحتاجين بالسعر المعقول، فقط بل تأكيدًا للشفافية طبعوا سعر العبوة عليها وهي أقل من سعر السوق بـ 40%. (بالله شفتوا ليكم حاجة في السودان طلعت ثم نزلت غير المؤذن والحزب الكبير الذي أسرف في كل ما كان يعيبه على الآخرين).
إذا كان يمكن تحديد السعر الحقيقي للدواء مع هامش الربح المنصوص عليه وطباعته على العبوة كما حدث في هذه المحاليل، لماذا لا يكتب السعر على كل الأدوية كما في كثير من بلاد الله. أنا ما رأيت غير دول الخليج ومصر وكلها تطبع سعر الدواء عليه. هنا ما يحصلش ليه.
من المستفيد من عدم تسعير الدواء؟. السؤال بطريقة أخرى، لماذا لا يسعر الدواء ويكتب السعر على العبوة كتابة ثابتة وليس (استكر) ملصق قابل للإزالة؟ ومن يقف على الدواء المجلس الأعلى للأدوية والسموم؟ ما علته ضعف الأعضاء أم ضعف القانون؟.
كله يمكن إصلاحه بلا ثورة شعبية.
الصيحة

ليست هناك تعليقات: