الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الشبكة طشت

الشبكة طشت
10 زائر
24-12-2014
من نكات المرحوم عبد العزيز محمد داؤود التي رسخت في الذاكرة أن أحدهم اشترى لوري جديد وفي طريقه من بورتسودان للخرطوم أوقفه الشرطي وفتش اللوري من جهاته الأربعة وأوراقه العشرة ولم يجد مخالفة فما كان من الشرطي إلا أن قال له نور اللوري دا مشتت. صاحب اللوري قال ليه هاك الجنيه دا عليك الله لم بيهو النور المشتت.
حكى أحد كبار علماء تقانة المعلومات في السودان أنه وفي تفتيشه لواحد من المرافق يقدم خدمة للجمهور ممكن تكون جوازات أو رقم وطني أن المسؤول كان يصرف المواطنين بحجة أن الشبكة طشت. وبعد التحقيق وجد أن الكاميرا لم تشحن وليس الشبكة. وهذه صارت حجة لكل من أمامه كمبيوتر يقدم خدمة للجمهور، ويريد أن يتحجج إما كسلاً أو استعلاءً، أو يريد من وراء ذلك (مسحة شنب) ولها مصطلحات أخر مثل رقعة (ما ترقعنا يا أخ) وفي رواية يسمونها (رشوشة).
وربما استكراتاً أو استصغاراً للذي أمامه ولقد حدث معي مرة أن بدأت إجراءات الترخيص في جبرة، ولسبب ما توقف العمل في مركز ترخيص جبرة وذهبت لمركز آخر نظر إليها الضابط وأعادها لي بكل استخفاف وقال: يا أخي دي طلعت من جبرة وما بتظهر عندنا هنا. كيف أرد عليه وكتفي ليس عليه نجمة استعنت بصديق فإذا بها تظهر عندهم وترخص سيارتي في أقل من نصف ساعة.
بعد هذه الرميات كثرت الشكوى من المواطنين في كثير من منافذ وزارة الداخلية التي تستخرج الأوراق الثبوتية أو التي تقدم خدمات أخرى ويذهب الناس اليوم واليومين والثلاثة والعذر الشبكة طشت.
وانتقل الداء الآن لبورتسودان بعد أن ربطت الجمارك تحصيلها عبر (بعض) البنوك وصار الناس بين نارين وتكرار هذا العذر(الشبكة طشت) وهذه التقنية التي تُسهّل الإجراءات في كل العالم صارت تعقد الشغل الآن في السودان. مما جعلنا نزهد في الحكومة الإلكترونية التي ما مللنا المطالبة بها ومن شوقنا إليها كدنا أن نقرض فيها شعراً.
إما هناك ضعف في برمجيات هذه الجهات، وهذا أمره هين ويجب أن يصلح أولاً بأول، وإما هناك ضعف في المشغلين ويجب أن يدربوا والعصي عن التدريب أي الذي لا يستجيب (مش أحسن من كلمة بليد) فليغادر موقعه غير مأسوف عليه.
أما إذا كانت الثالثة هي نذالة وموت ضمير موظفين على رؤساء الوحدات أن يعلنوا أرقاماً يتصل عليهم بها كل من قيل له (الشبكة طشت) أو عقدوا أمره بطششان الشبكة.
هذه الشبكات تعمل في كل الدنيا في غاية السلاسة البحميها تشتغل هنا شنو وبطش مالها؟ الحر؟ وللا الكتاحة؟ وللا دغالة الإنسان؟ حتى لا يستشري هذا العذر السخيف يجب أن يحدد كل من اعتذر بطششان الشبكة أن يوضح المشكلة في حينها هل هي soft ware أم هي صغر سعات سيرفرات وهذا يفترض أن يكون محسوباً ومحتاطاً له.
الشبكات لا تطش ولكن الضمائر هي التي تطش.

الصيحة

ليست هناك تعليقات: