الأحد، 7 ديسمبر 2014

جياد الشكل وليس المضمون


04-12-2014
 
يكثر المحامون عبارة (شكلاً وموضوعاً) الشكل مهم في كثير من الأحيان وقديماً كانوا يقولون الجواب يكفيك عنوانه، أي الانطباع الأول على أهمية الشيء من عدمه من مداخل الأشياء.
أريد أن أتطرق إلى واجهة جياد وربما يعتقد البعض أن الموضوع لا يحتاج كتابة موضوع كامل. وربما يقول آخر بالله كان تمشي وتقول ليهم ملاحظتك دي. ردي على الأخير يشهد الله أني قلت بدل مرة عدة مرات وللشخص المسؤول وكانت كل كلمة قالها لي تذهب أدراج الرياح.
الحديث ليس مدينة جياد وأثرها في الاقتصاد السوداني، ولا أثر مدينة جياد الصناعية على المنطقة، ولا ماذا أضافت جياد للسودان المدني ولا العسكري وكل واحد من هذه المواضيع يحتاج بحثاً وعلماً بحقائق كثيرة حتى يستطيع المرء أن يخوض فيه. وقديمًا قلنا إن جياد تتاجر في الزارعة ولا تدعمها ضربنا لذلك مثلاً أسعار الجرارات الزراعية. وكل هذا ليس موضوع اليوم.
لا نريد ان نتحدث عن المستشفى الذي التزموا بتطويره ليصبح قبلة أهل المنطقة ويريحهم من الذهاب للخرطوم وأفردوا لذلك يومًا وعرضوا علينا حال المستشفى بعد التطوير ووضع حجر الأساس للطوارئ والعملية ومبانٍ أخرى وبحضور وزير صحة ولاية الجزيرة وممثل صحة ولاية الخرطوم والصف الأول من قياديي جياد وصفقنا ووحاتك الكلام داليهو قرابة السنتين وما زال حجر الأساس ينتظر من يقف بالقرب منه غير الكلاب التي اتخذته مبولةً.
موضوع اليوم تلك اللافتة المعلقة على جسر مدينة جياد الصناعية على طريق الخرطوم مدني عند مدينة الشقلة (قصرت معاكم يا ناس الشقلة عوج الدرب) هذه اللافتة أكل عليها الدهر وصار منظرها يوحي بأن هذه المؤسسة الضخمة لا تعرف الترويج ولا راحة النفس. عندما يشاهد الإنسان لافتة مهترئة وممزقة يأتيه شعور بأن حال المدينة الصناعية كله مثل هذه اللافتة ويتدحرج للوراء هذا الشعور لعابر مثلي كيف سيكون لزائر للمرة الأولى ويريد غرضاً منها أو معها.
مؤسسة في حجم التصنيع الحربي أو مدينة جياد يجب أن يكون فيها متخصصون في الجماليات والترويج وفتح النفس وتجديد مثل هذه الأشياء. حتى لو لم تكن ممزقة وصارت قبيحة كنت أتمنى أن يكون هناك من له شعور بالتجديد ولو لم تصل هذه المرحلة.
ما الذي يمنع أن تكون هذه اللافتة جميلة وثابتة ومن الألمنيوم أو أحدث من الألمنيوم أو من شيء لا أعرفه أنا. لماذا لا يكون هناك من يهتم بمثل هذه الأشياء التي تبدو بسيطة وعند بعضهم هي علامة شيخوخة وإهمال ويأتيك شعور أن العد التنازلي بدأ في كل المؤسسة وليس اللافتة فقط.
نهاية قولي في هذا المنظر الذي لا يسر إن لم تكن هناك ميزانية لإصلاحها أو إبدال هذه اللافتة إزالتها خير من بقائها بهذه الاهتراء.
أحلم بـ (مدينة جياد الصناعية) بشكل جميل وعلى جهتي الكبرى.
الصيحة

ليست هناك تعليقات: