الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

من ينقذ هذا؟

  ر
11-12-2014

أكتب بحزن شديد للمرة الثالثة عن موضوع قد يراه البعض قليلاً ونراه كبيراً وله دلالات سالبة. موضوعي هو معامل الحاسوب بالمدارس الثانوية، ذلك المشروع الذي كلف أموالاً هائلة منحت بموجبه كل مدرسة ثانوية بمدارس محلية الكاملين (ولا أدري هل الأمر في كل ولاية الجزيرة أم محلية الكاملين فقط)، الذي أعرفه أن 94 كرفانة (مبانٍ جاهزة) وزعت على المدارس الثانوية بمحلية الكاملين كرفانة لكل مدرسة وعدداً من الحواسيب يصل إلى سبعة كمبيوترات في بعض المدارس.
هذا الجهد الكبير نتيجته الآن قريبة من الصفر وللمعلومية بدأ سنة 2009 م. واستفهاماتنا اليوم أولها هل فشل هذا المشروع؟ ومن أفشله؟ أين نقطة الضعف؟ هل هي إدارية أم تربوية؟ أم أبعد من ذلك؟
لن نجيب لأننا لا نملك كل الإجابة؟
تنمية الإنسان وترقيته من الأمور الصعبة يمكن أن تروض حصاناً ولكن أن تروض إنساناً فذاك أمر عسير (حتى ولو حسبت أنك روضته كما تريد لا تأمنه قد ينقلب عليك ويربك كل حساباتك). نعود للكمبيوترات والكرفانات التي بمدارسنا الثانوية – هذا الجهد الضائع – سمعت من مسؤول تربوي أن كثيراً من هذه الكمبيوترات ما زالت في كراتينها، والمديرون يحسبون أنهم يحسنون صنعًا بالمحافظة عليها داخل كراتينها. وربما لم يعلم كثير منهم أن هذه الأجهزة تفقد قيمتها بالزمن فالكمبيوترات التي كانت بالأمس بآلاف الدولارات لو عرضت اليوم لما اشتريت بسنت واحد.
نحن أمام قضية مركبة أولها يجب أن لا تقوم المشاريع بمعزل عن من نريدها إليهم. ما لم تدرس حاجة الناس وفهمهم وحاجتهم للمشروع فسيهزم المشروع كالحالة الراهنة لمعامل الحاسوب وما صرف عليها بقرار فوقي أو دون دراسة كافية.
كيف يتدارك الأمر الآن.
لابد من تدريب الإدارات التربوية التي لم تستخدم الكمبيوتر ولا تعرف عنه كبير شيء، بالمناسبة الطلاب الآن أكثر معرفة بتقانات العصر من بعض مدرسيهم. وهذا إشكال كبير لابد من رفع وعي الإدارات والمعلمين لما جدَّ في هذا الصدد.
ثانياً: استخدامات الكمبيوتر في المدرسة متنوعة فالإدارة تحتاجه لأعمالها الإدارية وإذا ما استخدم بمعرفة تامة سيوفر وقتًا وجهدًا ودقة كبيرة. والفصول تحتاجه لعرض الدروس إذا ما ألحقت به إضافات، وكذلك مدرس مادة الحاسوب يحتاجه ليشرح لطلابه بيانًا بالعمل عن مكوناته واستخداماته.
المطلوب الآن رفع الوعي بأهمية هذه التقانات وتدريبهم عليها حتى تُردم الفجوة بين معلم الأمس وطالب اليوم.
تخريمة:
الكبران حسنان يوم كتبت عن هذا الموضوع في 2009 اتهمت جهات بأنها استفادت من المشروع ماليًا ولم تكترث ولا في نيتها ما الفائدة منه أي قبضت وهربت. الآن بعد خمس سنوات تقريباً أجد نفسي كنت غير موفق في النظر في هذه الجزئية ويجب أن نحسن الظن.
هل يؤلم هذا المشروع آخرين ممن بيدهم القرار مثلي؟ متى يبدأ الإصلاح؟؟؟

الصيحة

ليست هناك تعليقات: