السبت، 22 مايو 2010

معامل للزينة

قبل أكثر من سنة بل في إبريل من العام الماضي كتبت في صحيفة (الأحداث) الرائعة موضوعاً عن التنمية في محلية الكاملين جاء فيه (94 معمل حاسوب مباني جاهزة يسع المعمل 12 جهاز كمبيوتر بعدد المدارس الثانوية بالمحلية وصلت جميعها في هذا الأسبوع.( ألا ترون أنها من مشهيات الكتابة في هذا الموضوع مع الماء؟؟).

وأريد أن انقض غزلي. كنت أظن أو أحسب أن المشروع مدروس بعناية وكل خطوة تتلوها خطوة بزمن معلوم وربما أكون ذهبت أكثر بأن قلت شفاهة لصديقي المعتمد عبد المنعم الترابي ( هذه الصداقة قديمة قبل أن يصير معتمداً وإنا إذ نودعه نودع عزيزاً غالياً ونسأل الله أن ينفع به أين ما ذهب) قلت له لابد من تدريب كل المعلمين على الانترنت وبدورات سريعة. وضِعتْ المعامل في كل مدرسة معمل أبيض لم يقدم غير أن زاد أعباء الحراسة على خفراء المدارس.

حتى يوم الناس هذا لم يضع في هذه المعامل جهاز واحد ولم تدخلها كهرباء فقط دخلتها ( الضبابة) جمع ضب. من صرف كل هذا المال بلا خطة؟ لا أدري ولكن يبدو أنها مما تقدّمه الهيئة القومية للاتصالات تكفيراً عن إطلاق يد شركات الاتصالات لتعوس في دخل الناس كيفما تشاء وتحقق من الأرباح المهاجرة ما يُقعِد حال بلادنا التي هي أصلاً نائمةً .

كما لا أدري هل هذا المشروع المبتور في ولاية الجزيرة فقط أم في كل ولايات السودان؟
صراحة المشروع يدل على الأشياء مبتورة الخطة والتي لا يستفيد منها إلا المقاولون وينتهي العزاء بمراسم الدفن). قلت مرة لاقتصادي كبير جداً جداً ( بالله مش حقو الواحد يقول اسمه بعد كده؟) كنت أُحدّثه عن النهضة الزراعية وجاء ذكر مبناها بالرياض قال لي يبدو أن صاحب هذه العمارة هو المستفيد الوحيد من النهضة الزراعية. هل نكرر القول ونقول إن الشركة المصممة للكرفانات والشركة المرحلة هما الهدف الوحيد للمشروع؟ وعلى طلاب المدارس الثانوية الاستمتاع بالجلوس في ظل هذه الكرفانات؟ ( بس ما يقع في رأس واحد منهم ضب). معمل حاسوب تنقصه أجهزة الحاسوب! كيف استحق الاسم؟ وبالله هل في هذه الكرة الأرضية الآن شيء أكثر من أجهزة الحاسوب؟ مثل هذه المشاريع هل لها خطة وميزانية ومتابع تنفيذ ومراجع ؟
أم هي تكبيرات في الهواء لا ترتفع أكثر من رؤوس مطلقيها؟ يا ولاية الجزيرة صاحبة المشاريع المبتورة مشروع واحد مكتمل خير من (التبلق) أكيد عايزة شرح لكن مش فاضي.

بالمناسبة العنوان المناسب للموضوع ، معامل للزينة أو معامل وقفتها شينة أحسن؟
صحيفة التيار الاربعاء 19 مايو 2010 م

ليست هناك تعليقات: