مؤسسات هذه البلاد كل يوم تأتي بأمر عجيب إلى أن يخيل إليك أن الأمور مبنية على مزاجية وليس هناك خطط ثابتة وإستراتيجية معلومة.
عنوان الدرس اليوم: المؤسسة السودانية للنفط .
واحد من مشتقات البترول ويأتي في أسفل قائمة المشتقات التي تكررها مصفاة الخرطوم، هو الفحم البترولي. هذه السلعة تستعمل وقوداً في المصانع الكبيرة مثل مصانع الأسمنت وهو قريب من الفحم الحجري الذي كان وقوداً لقطارات البخار في السابق. هذا المشتق يُشوّن في عراء المصفاة كمُخلّف يصعُب تخزينه، يقوم بشرائه صغار التجّار وأصحاب مصانع الأسمنت في الداخل والخارج - صغار هنا نسبية طبعاً – هؤلاء التجار يشترونه بكميات معقولة يستطيعون تصريفها وترحيلها ودفع قيمتها مقدماً وبأسعار متّفق عليها مع مؤسسة النفط السودانية. ويستفيد من هذا مواطنون كثيرون المشتري والمرحّل والحمّال والمُنزّل والذي يقوم بالتعبئة وكل هؤلاء مواطنون يطلبون رزقاً شريفاً. بعض من صناع القرار في مؤسسة النفط السودانية – إذا أحسنّا الظن – قالوا ما لنا وهذا الإزعاج كل يوم يأتينا تاجر ليشتري كمية صغيرة 300 طن و200 طن نرفع السقف ولا نبيع إلا للكبار الذين يستطيعون أن يدفعوا المبالغ الكبيرة. خرجوا علينا يوم 12 مايو 2010م بإعلان يطرحون فيه الفحم البترولي للبيع بحيث تكون أقل كمية 15 ألف طن أقل قيمة لها 500 ألف دولار، نصف مليون وهذا ما لا يستطيعه إلا نفر قليل من السودانيين العاملين في هذا المجال وسيحتكر هذا النفر السلعة ويتحكّم فيها داخلياً وخارجياً ويصبح الزبائن القدماء أسرى لدى هذا التاجر الكبير كما حدث في السكر تماماً بل أضل، لأنه غير مسموح له بالبيع لصغار التجار في الداخل.والغريب في الأمر أن لا تفضيل للسوداني بل يُفضّل الأجنبي لأنه قادر على المنافسة. قلت في جملة اعتراضية أعلاه إذا أحسنّا الظن وإذا لم نُحسن الظن الباقي عليك عزيزي القاري. وخيار آخر: المنوط بهم في مؤسسة النفط السودانية يريدون أن ينجزوا المهمة مع أقل عدد من الناس وبأقل جهد ويتفرغون لأمورهم الخاصة ضاربين بعرض الحائط المصالح العامة وما يترتب على قرارهم الكسول من تبعات تضر بمئات الأسر. أليس في هؤلاء من يعرف مضار الاحتكار الذي يصل الى التحريم أحياناً؟ أما سمع هؤلاء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا اللهم من وليّ من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به). أين الأمن الاقتصادي أين حماية الوطني؟ أين تفضيل الوطني؟ لماذا النظر بعين واحدة؟
وأخيراً أيها الشيخ الزبير أحمد الحسن هل تعلم عن هذا شيئاً أم تمّ من وراء ظهرك؟
صحيفة التيار مايو 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق