السبت، 15 مايو 2010

بين السودان واليابان

بما أن اليوم جمعة والناس في إجازة ويوم روحاني لا داعي لموضوعات السياسية ولا موضوعات النقد. فكرت في قصيدة شعر جميلة نلطف بها هذا اليوم ونرتاح عليها ، لم ترق الفكرة كل واحد عايز شعر الدواوين على قفا من يشيل، قلت أكتب عدد من الآيات والمواعظ قلت حتى لا تتكرر خطبة الجمعة.
فجأة تذكرت ما كتبه لي صديق وزميل دراسة قبل أيام من اليابان وهو في بعثة دراسية كتب عن بلاد الناس تلك بذهول لدرجة قد يقول قائل هذا رجل يحلم. الى جزء من رسالة صديقي حسن أحمد محمد عبد الرحمن الذي يعيش في اليابان منذ اكتوبر الماضي:-
(طبعاً نعم هي ناجازاكي القنبلة الذرية لكن اعتقد انه يعجز كل من زار اليابان ولو لبضع ساعات عن وصف هذه الأمة في كل شيء(احترام النفس والآخرين ,الطيبة, الرفق, التعفف, الصدق، الصدق في كل شيء,الأمانة,العمل بجد,ومن الأشياء العجيبة جداً جداً الأمن فغالبية البنوك والمتاجر الفخمة والشركات تُغلق بأبواب زجاجية ( لا توجد أبواب حديد نهائياً) وبدون حراسات , وأنا هنا( وغيري من الأجانب) نتمتع بما يتمتع به المواطن الياباني في فرص السكن وفرص العمل وجميع الخدمات ...الخ).
ياربي ماذا يقول زائرنا الياباني عندما يرجع لأهله؟ أو يراسلهم ببريد الكتروني؟؟
(الناس هنا لا يعملون كل وقتهم انس وسفر الحافلات والبصات تمثل نصف المتحركات إذا ماتت عجوز في أقصى السودان هبت إلى المأتم من كل ركن حافلة أو بص ويجدون القوم في انتظارهم ليلة وليلتين ليرفعوا الفاتحة ويذبحوا الذبائح.
الناس هنا يوم عملهم لا حاكم له يمكن أن يأتي الموظف الصغير باكرا ويكون الكبير في نومة صباحية. الناس هنا لا يحترمون دولتهم ولا هي تحترمهم).
تخريمة بمناسبة احترام الدولة للمواطن ( سمعت الزهار قبل يومين يقول السلطة في غزة لا تأخذ من زوار المستشفيات شيكلاً واحداً نافياً بشدة ما ذكره احدهم أن المستشفى أخذ منه رسوم زيارة مستشفى . يا سبحان الله غزة التي تحت الحصار لا تأخذ قرشاً على زيارة المستشفى ومستشفياتنا تأخذ الجنيه والجنيهين وبورق ابيض الله أعلم أين يصب؟ أكبر الظن ان ليس للدولة فيه نصيب ولكنها شيلة حال. هل يتصدى عاقل لذلك لينقذ سمعة الدولة لتكون مثل حماس المحاصرة؟ أتمنى
نعود للياباني ورسالته لأهله ( الأسواق هنا متسخة وعربات القمامة تتجول مع الناس نهاراً جهاراً.والباعة يعرضون بضاعتهم على الأرض في حر شديد ويزيدون على ذلك صياح مكرر كان ينطلق من حناجرهم ولكنه الآن ينطلق مسجلاً في مكبرات صوت تكرره في رتابة وإزعاج شديدين.
أبواب المحلات محروسة ليل نهار وعندما يحين نهاية يومها يقفلها أصحابها بأقفال ضخمة وكأنهم يربطون مجنوناً.
ليس للجودة هنا نصيب كل شيء بالحد الأدنى وأقل. كان الله في عونهم إذا ما ساروا بهذه الحال سيلحقون بنا بعد قرن اذا وقفنا في مكاننا هذا).انتهت رسالة الياباني.
صراحة هناك شبه وحيد بين السودان واليابان أنهما ينتهيان بـ (ان) .
صحيفة التيار الجمعة 14/5/2010م

ليست هناك تعليقات: