السبت، 15 مايو 2010

أما ملَّ الرئيس الاحتفالات؟

يحيرني في هذا السودان الكثير ومن ما يحيرني حتى لا تجد الحيرة ما تشكو إليه من يضع برنامج الرئيس؟ وهل برنامج الرئيس يسهل اختراقه؟ وكيف يخترق؟ ومن وراء الاختراقات؟ ما نخلص من دعوة للاحتفال بفوز الرئيس إلا تظهر أخرى واحدة على ارض المعارض وأخرى بوزارة الدفاع وكلما قلنا خلاص هذه الأخيرة جاءت أخرى. ما الجديد في فوز الرئيس بالانتخابات الأمر أكثر من عادي ولعدة أسباب نورد منها واحد فقط ضعف الأحزاب المنافسة والتي من أكبر عيوبها ( التطولة) ما من رئيس حزب الا وهو رئيسه لربعين أو خمسين سنة .
الأخ رئيس الجمهورية كم تأخذ من وقتك الغالي هذه الاحتفالات؟ وماذا تضيف لك؟ قد تضيف لمتملق أو متعهد أو لجنة مشتريات شيئاً ولكنها لن تضيف إليك شيء جديد غير مضيعة الوقت.كثرة الاحتفالات تفقد الاحتفالات هيبتها وجمالها - إن كان لها جمال - ولن تخلد في ذاكرة الشعب لكثرتها.
ماذا لو خرج علينا الرئيس بمرسوم يمنع هذه الاحتفالات قبل أن تسري في الولايات. بالأمس اللجنة المنظمة لحملة الرئيس وبالأمس القريب رفقاء السلاح وغداً ولاية كذا وتسري العدوى وكل والٍ يحتفل بفوز الرئيس وفوزه الذي يرعاه الرئيس. يا قوم أليس فيكم رجل رشيد؟ ماذا لو قال الرئيس: عبد الرحيم ما عايز احتفال.
نحن أمة تقتل الاجتماعيات جل وقتها أتريدون أن تضيفوا إليها الاحتفالات؟ متى ينصرف الناس للإنتاج ؟ونحن أمة تغضب إن وصفت بالكسل ولكن واقع أرضنا واستيرادنا مأكلنا من مشارق الأرض ومقاربها لا يخجل الكثيرين منا.
أخي الرئيس أمامك شهور معدودات على أن يظل السودان دولة واحدة أو دولتين يكتب التاريخ بعدها أن ثائراً جاء لينقذ السودان فقطع ثلثه - لا قدر الله.
أخي مصائبنا كثيرة، أرضنا جرداء رغم الماء والإنسان.شبابنا عاطل المتعلم والجاهل والذي يدعي التجارة في شوارع الخرطوم وفي إشارات مرورها ما جاء به إلا واقع أليم لا العمل اليدوي در عليه عائداً ولا سبيل لوظيفة والأمم يبنيها الشباب.
السيد رئيس الجمهورية قال لي صديق صحفي كبير ومحترم ثلاثة لا يسمعون إلا ما يحبون الحاكم ، والغني ، والحسناء.ولكني متفائل خيراً واحسب أن بك من الخير الكثير الذي يخرجك من زمرة الحكام الذين لا يسمعون إلا ما يعجبهم.لذا نحن ننبه من حين لآخر بالقليل الذي نعرفه ، هذه الاحتفالات مضيعة للوقت والمال وما أغلى وقتك!
قد يقول قائل احتفال وزارة الدفاع كان بعد التاسعة مساء. ما منع من منظموه إلا الحر. بالله كم هم المحتاجون للمال الذي يصرف في هذه الاحتفالات وما نصيب القمامة منه؟
السيد الرئيس أطربنا بقرار يمنع الاحتفالات عندها سترقص الخزينة العامة فرحاً حتى الصباح.
صحيفة التيار مايو 2010

ليست هناك تعليقات: